محمد صالح المسفر
* مقال خاص بوجهات نظر، مع التقدير العالي للصديق الكاتب
* مقال خاص بوجهات نظر، مع التقدير العالي للصديق الكاتب
تنعقد القمة الخليجية الثالثة والثلاثين في الاسبوع
القادم في دولة الكويت في ظروف غاية في الصعوبة على كل الصعد.
لم يعد سرا ان خلافات متصاعدة بين قيادات مجلس التعاون،
يعمل الشيخ صباح امير دولة الكويت جاهدا لتقريب وجهات النظر بين القادة الميامين
خشية ان تسجل قمة الكويت انفراط عقد المجلس، وهذه المرة ستكون بلا رجعة.
لكن السؤال الى اي مدى يستطيع الشيخ صباح تحقيق ذلك الهدف؟
الأمر ليس بالسهل لأن القضايا المختلف عليها جوهرية عند كل رأس من رؤوس مجلس التعاون ولا اعتقد ان احدا سيتنازل عن موقفة الا بتنازلات متبادلة.
على مستوى الداخل الخليجي الجبهة الداخلية ليست كما يجب
ان تكون، نجد في الكويت قلق جماهيري واشتباك بين الدولة والبرلمان، تصاعد النعرة
الطائفية، أضرب مثلا:
موظف ايراني قضى نحبه في بيروت الاسبوع الماضي نتيجة
لعمل اجرامي مشين ندينه جميعنا، تقام مراسيم العزاء لذلك الموظف في الكويت، علما
بانه لا صلة للكويت بالموضوع، وهناك سابقة اخرى عندما اغتيل مغنية احد قيادات حزب
الله في سورية عام 2008 ايضا اقيم له مراسم
عزاء في الكويت، وسؤالى لاهلنا في الكويت هل هذه الممارسات كانت تحدث قبل احتلال
العراق 2003؟
في المقابل قتل
موظف في اليمن بدرجة وزير ورغم وجود جالية يمنية في الكويت الا انه لم يقم له مراسيم
عزاء. ما دلالة تلك المراسيم في مجتمع الكويت؟
اترك لاهلنا في الكويت تفسير ذلك.
في البحرين صراع سياسي يميل الى العنف له اكثر من سنتين
بين الدولة ومواطنيها واتهام دول اخرى بالتدخلات في شأن البحرين، وحتما النظام
منشغل بتلك الحالة المؤسفة دون ان يجد لها حلا. في السعودية "ضجة"
تستطيع سماعها على وسائل الاتصال الاجتماعي السعودي، وتقرأها في اعمدة كتاب الصحف
السعودية، وتسمعها في كل مجلس، وحتى تستطيع ان تقرأها في اوجه بعض المسؤولين الذين
يظهرون على شاشات التلفزة السعودية.
في دولة الامارات العربية المتحدة حراك لا سابق له في
تاريخ الدولة، اذكر منه خلايا الاخوان المسلمين التي اعلنت الدولة تفكيكها والقبض
على عناصرها وتقديمهم لمحاكمات، وهناك خلل سكاني مخيف في قادم الايام.
وأيضا عمان واجهت حراك شعبي، كانت حكمة السلطان قابوس
اسرع في امتصاص ذلك الحراك والاستجابة لمعظم مطالبه دون اراقة قطرة دم او تباطؤ في
ايجاد الحلول.
اما دولة قطر فلا ضجيج ولا قلق سياسي، كما اعلم، لكن
همومها العربية والخليجية تتصاعد.
ما اردت قولة ان الجبهة الداخلية في دول المجلس ليست على
ما يرام .
على المستوى الخارجي فالخلاف محتدم دون اسباب جوهرية لذلك
الاحتدام، تقول الانباء المسربة عبر وسائل الاعلام ان قمة الرياض الثلاثية (الملك
عبدالله ال سعود، الشيخ صباح امير الكويت، والشيخ تميم امير دولة قطر) وتحركات
الامير سعود الفيصل بين بعض دول مجلس التعاون وكذلك تحركات الشيخ عبدالله بن زايد وزير
خارجية الامارات في ذات المجال كلها تعبر عن احتدام الخلافات في الشأن الخارجي (سورية،
مصر، اليمن، تونس، الخ).
عندما يسمع المواطن الخليجي ان قادته مختلفون في شأن
الدول المشار اليها اعلاه ينتابه القلق، ألم تكونوا متفقين على اسقاط النظام في
دمشق بكل الوسائل؟ وشاركتم في ليبيا، ألم تكونوا متفقين في ازاحة على عبد الله
صالح بموجب مبادرتكم الخليجية التي تبنتها الامم المتحدة ورغم ارادة الشعب اليمني؟
نعلم انكم مختلفون في شأن مصر، البعض ضد الانقلاب العسكري والاخر يبارك الانقلاب
العسكري ويمده بالمال الوفير، ايضا البعض يبارك مطالب الشعب المصري وثورة 25 يناير
في اسقاط حسني مبارك والاخر يعمل على عودة هياكل نظام مبارك تحت عباءة الانقلاب
العسكري (الفريق السيسي). انها امور لا تستحق خلافاتكم والاوضاع من حولكم متصاعدة
في غير صالحكم.
يا قادتنا الميامين:
اعلموا حق العلم بأن دوائر الشر تحيط بنا جميعا في
الخليج العربي، العراق تعتصره حرب التفجيرات وتنهشه الطائفية وتهيمن عليه ايران وتُسيَّر
دفَّة الحكم من طهران وأعوانها في كل زاوية من زواياه، العراق الشقيق الذي لم نحسن
التعامل معه قبل الاحتلال وبعده ووصلت نيرانه الى الحدود السعودية الكويتية، سورية
الحبيبة تدور على ارضها حرب ضروس تقودها ايران وتمولها، تساندها قوى وجيوش من
العراق ولبنان واماكن اخرى من العالم العربي والاجنبي بشعار طائفي عقيم لحماية
بشار الاسد ونظامه، في مواجهة قوى اخرى وطنية سورية يساندها متطوعون من اماكن اخرى
اسوة بما يفعل النظام السوري، وهذه القوى تعمل على إسقاط النظام وقيام نظام حكم الشعب
يختار قادته لتحقيق مطالبهم في الحرية والكرامة والمساواة، ولبنان متحفز لحرب
قادمة، ومصر يا قادتنا الميامين تسبح في فوضى لا سراة لها ولن تصلحها اموالكم،
واليمن وصلتها الايدي الايرانية والمال والاعلام، كما تقول مصادر الحكومات
الخليجية واليمنية والايرانية الرسمية
والشعبية والحرب محتدمة هناك من صعدة الى عدن، والصومال يستغيث وسوف تغيثه ايران وانتم
في خلافاتكم تتنازعون!
المرحلة القادمة علينا، اقليميا ودوليا، مرحلة دقيقة
وبالغة الحساسية انها تتطلب موقفاً خليجياً واحداً متناغماً وجبهة داخلية متماسكة وذلك
لن يتم الا بإجراء إصلاحات جوهرية على النظم السياسية القائمة، وهناك الاتفاق
الغربي (5+1) وايران، اعترف الاتفاق لإيران بحقها في تخصيب اليورانيوم في حدود 5 %
، ونذكِّر بأن ايران عندما فرض عليها الحصار الاقتصادي عام 2006 كانت تملك 3000
جهاز طرد مركزي وفي حالة تشغيل كامل تستطيع انتاج يورانيوم مخصَّب بما يقدر 3.5
% اما ايران اليوم وخلال الحصار الاقتصادي
فإنها استطاعت ان يكون لديها 18000 جهاز طرد مركزي تستطيع تخصيب اليورانيوم بما
يقدِّر 20 %، وهذه الكمية كما يقول الخبراء قادرة على انتاج الوقود اللازم لانتاج سلاح
نووي.
الاتفاق آنف الذكر لم يلزم ايران بتفكيك برنامجها النووي
وتسليم كل الوثائق المتعلقة بالمشروع كما فعلوا بالعراق. الاتفاق يلزمها "بتقليص"
وليس "تفكيك" برنامجها، كما يلزمها "تجميد" وليس"تدمير"
ما تملك. فماذا انتم فاعلون؟
آخر القول:
لن تكون تنازلات ايران مجانية ولا بد ان تقبض الثمن وهو
تسييدها على المنطقة. وانتم في خلافاتكم
محتدمين!
هناك تعليقان (2):
الخليج لادور له في الاتفاق القادم
الخليجيون اذا لم ينتبهوا لانفسهم ستبلعهم ايران واحد بعد الاخر
إرسال تعليق