وجهات نظر
عمر الكبيسي
خلال ثمان سنوات مضت من تمسك المالكي وتفرده المتفاقم
بالسلطة في العراق من خلال حكومة الوكالة والفشل، لم يعد المالكي مجرد فرد حاكم، لأنه
أسس لمشروع ونهج وسلوك من خلال استغلال كل مستلزمات المشروع من مال وفير وقوة
قمعية ورجال سلطة فاسدين بشكل طائفي مقيت.
اليوم شبع الشعب العراقي عنفا وقتلا وجهلا ومرضا وجوعا
وتهجيرا ، وهو يدركون جيدا انه ضحية فساد مستشر وعنف لميليشيات متصارعة من نمط
ونهج واحد لصالح تفرد حاكم واحد .
انتخابات تعيد المالكي للسلطة من جديد من خلال إئتلاف
انتخابي خطير يبتز ثروة العراقيين النفطية
ويسلخ كركوك ومناطق تحيطها من هويتها
العراقية وجنسية مكوناتها ، هو أشد ما يقلق أذهان عرب العراق ومستقبلهم وبالتالي
فإن تشكيل إئتلاف انتخابي وطني عراقي يعبر الطائفية ويوحد المكون العربي ويسقط
مشروع المالكي و ولايته الثالثة بعد إجراء الانتخابات سيكون ضمانة أكيدة للاندفاع الى الانتخابات والمشاركة فيها بثقل كبير وأرى
ان للسيد مقتدى الصدر حظ كبير بتحقيق مثل
هذا الميثاق بشكل مبكر طالما تبنى وبادر
بنفسه بإشهار شعار لا ولاية ثالثة للمالكي .
اليوم يتظاهر
ويعتصم ويستنكر شيعة العراق ما اصابهم من فواجع وكوارث في مواكبهم الحسينية وأمام
احياءهم الفائضة والمنكوبة كما يتظاهر ويعتصم السنّة في ساحات الاعتصام في
محافظاتهم مطالبين بالإفراج عن سجنائهم ومعتقلوهم نساء وذكور وتحقيق التوازن في
منح الحقوق والواجبات .
واليوم يقف ساسة
الشيعة بالضد من ولاية المالكي الثالثة أكثر حزما ومناهضة من ساسة السنّة الذين
نالوا من التهميش والإذلال على يد المالكي ما لا يناله غيرهم وحال المكونات الاخرى من تركمان ومسيحيين وصابئة
وشبك ويزيدين ليست بأقل سوءا من معاناة اخوتهم عرب العراق .
على قادة الكتل الانتخابية وناطقيها ومرشحيها مهما كانت
طبيعة ومنهجية تشكيلها أن يدركوا أن الشعب العراقي لن ينتخب أي كتلة او قائمة او
شخص لا يعلن موقفه الصريح من ولاية المالكي الثالثة في مرحلة ما بعد الانتخابات ، واحتمالية
الائتلاف او التعاون معه بأي صيغة من الصيغ لأن الشعب يدرك ان التغيير المحتمل لا
يمكن ان يحدث إلا من خلال إزاحته ،لقد اعلن السيد مقتدى الصدر موقفه بوضوح حينما
رفع شعار (لا ولاية ثالثة للمالكي ) والمفروض ان تعلن كل الكتل والتكوينات
الانتخابية الاخرى موقفها في برامجها
الانتخابية من تجديد هذه الولاية والساسة الذين جاهروا بالأمس بكارثية تفرد
المالكي بالسلطة ودكتاتوريته عليهم اليوم ان لا يصمتون وإلا فإنهم جميعا متهمون بأنهم
سيكونون أطرافا فاعلة باحتمالية العودة الى حقبة المالكي ، الكتل التي تمثل حواضن
السنة هي الأجدى بإعلان ذلك قبل غيرها والكتل المتشكلة حديثا بنية إحداث التغيير
هي الأولى بتحديد موقفها من ذلك .
التغيير المنتظر لا يمكن ان تحدثه مجاميع النواب
الفاشلين والفاسدين والمتقلبين في المواقف ولا اولئك الذين أثروا من قوت الشعب ،
الشعب يعرفهم جيدا بالهويات والأسماء و وجودهم ومحاولة ان يركبوا الموجة القادمة
عملية مقززة ، لإحداث التغيير المنتظر ينبغي تهيئة كوادر انتخابية نزيهة وكفوءة
وشابة ليس في كنيتها شائبة فساد او فشل .
الشعب يهتف ب (لا) للمالكي وللطائفية و(لا) للميليشيات
والعنف بكل أشكاله و(لا) للإحتلال والنفوذ الاقليمي بكل مصادره و(لا)
للتقسيم والأقاليم و(لا ) للفساد بكل
أشكاله، والشعب يدرك أن ولاية المالكي هي التي أسست لكل هذه الآفات السياسية
وبالتالي فأن التجديد للمالكي تجديد لكل آفات الموت والانهيار للعراق المنكوب .
الشعب يريد التغيير لبناء الدولة العراقية المدنية العصرية على أسس سليمة وهو يدرك جيدا
ان هذه العملية السياسية وهذا الدستور المقيت لا يمكن أن يؤسس لهذه الدولة ، فإذا
حدث التغيير المنتظر من خلال الانتخابات القادمة ، فإن تعديل وتغيير دستور
الاحتلال هو الخطوة القادمة لإجتثاث المحاصصة والطائفية .
الشعب يعتصم ويتظاهر بكل وسائل الحراك المتاحة وتنفيذ
مطالب الشعب وتبنيها هو هدف التغيير المنتظر .
كل الكتل التي اعلنت مسمياتها لخوض الانتخابات بحاجة
لإثبات عراقيتها و عدم طائفيتها ونقاء وتطهير مرشحيها ومصارحة الناخبين بموقفها
الثابت من استمرار مشروع المالكي و ولايته وتصميمها على إحداث التغيير لإحداث
انتقالة جماهيرية من حالة اليأس والقنوط التي تدفعها للعزوف عن مشاركة فاعلة في
انتخابات تجرى بأحلك الظروف الى حالة التغيير والانفراج والاندفاع للمشاركة .
مشاركة العراقيين بشكل فاعل بهذه الانتخابات لن تتحقق
إلا من تأكدهم وقناعتهم بأن التغيير محتمل وأن الانتخابات ستحقق لهم هذا الأمل.
هناك 10 تعليقات:
كل من دخل العملية السياسية اياً كان لونه هو جزأ كبير مما حصل لنا ومشارك فعال في ذبحنا وما تعرضنا له ، وغذا لابد من الإنتخابات فعلي الأقل يكون لشخصيات لم تدخل العملية سابقا وممن لا ينتمون لأحزاب
انا غير متفائل من ان هذا الموضوع لن يتم .. فامريكا وايران متفقتين على ولاية ثالثة وديكتاتورية بلباس ديمقراطي للمالكي
وهناك أمر وجه سراً او قد يكون علناً الى كل القوى الدينية الشيعية المرتبطة بايران بتحقيق ذلك ومساعدة المالكي للوصول اليه
وليس هذا فقط اخ عدي .. فما خفي كان اعظم
وما يحدث في بغداد هذه الايام وكذلك محيطها نذير شؤم بان القادم من الايام ندعو الله ان يستر العراقيين منه ومحاولة تطهير بغداد طائفيا نذير شؤم بأن الايام حبلى بأحداث جسام ندعو الله ان يحمي العباد منها
التطهير للسنة والشيعة ممن يرفضون العمل مع الأحزاب والإنتماء لهم وهذا واقع نحن نلمسه ونعرفه وكل يوم يمر يثبت ذلك
نعم ولكن الهجمة اكبر ومحيط بغداد الان مستباح للميليشيات تقتل وتعتقل وتهجر وتفجر كما يحلو لها
نعم لمن؟ هل لكل السنة ؟ وهل لكل الشيعة؟ فهناك سنة وشيعة يقتلون على الأقل من خلال التفجيرات
الحكومة الحالية لا تفرق بين سني وشيعي
لكن التطهير الموجود حاليا الغرض منه انتخابي بحت
أنا أصلا ضد ما يسمى بالعمليه السياسيه
ولكن أحيانا نجر جرا الى الخوض في غمار الحديث .
هؤلاء الذين يطلب منهم السيد ألكاتب أن يأتلفوا وطنيا لا طائفيا ... أراهم يتسكعون في البلدان المجاوره لتشكيل تكتلاتهم التي أقل ما يقال عنها مصلحية لا وطنيه .
ومع كل الأسف الطرف الطائفي لا يغادر بغداد الا لماما وأرى المالكي قادم ومع كل حزني لامحاله.
إرسال تعليق