ميصير براسكم خير، لو تموتون..
مثل شعبي عراقي
وجهات نظر
نعرف ان في العراق عدداً هائلاً، لا يُحصى، من أضرحة الأنبياء والصحابة وآل البيت والأولياء والصالحين والعلماء، والدجالين، أيضاً.
نعرف ذلك، ونعرف التبريرات القائلة بالتمسُّح بأضرحة هؤلاء وطلب البركات منهم وسؤالهم لكشف ضرٍ أودفع بلاءٍ أو قضاء حاجة، كل ذلك فهمناه، حتى وإن كنا لا نؤمن به، فلو كان لهؤلاء الصالحين قدرة على دفع ضر واستجلاب خير لمنعوا عن أنفسهم الموت أو المرض أو السجن، مثلاً!
أقول كل ذلك عرفناه، وعرفنا أن تكون هناك مؤسسة (حكومية) معنية بتنظيم أمور اللطم وضرب الزناجيل واستخدام الأسلحة البيضاء في تعذيب النفس وتطبير الرؤوس، وهي أمور لا يمارسها (الكبار) كما نعرف (انظر هنا) عرفنا ذلك وفهمناه..
لكن ما لايمكن ان نفهمه، لأن عقولنا بحمد الله راشدة وواعية وليست قاصرة عن الفهم، إطلاقاً، هو أن يطلب البعض الشفاء والتبرك وطلب الحوائج من آلة زراعية (تراكتور) متروكة في شارع بمدينة الوركاء بمحافظة المثنى يعلوها الصدأ والتراب منذ ثماني سنوات!
الظريف ان السيد (تراكتور) من طراز عنتر الذي كانت المؤسسة العامة للصناعات الميكانيكية تقوم بتصنيعه في أيام (الديكتاتورية) التي لم تكن تسمح بمثل هذه الخزعبلات!
الظريف ان السيد (تراكتور) من طراز عنتر الذي كانت المؤسسة العامة للصناعات الميكانيكية تقوم بتصنيعه في أيام (الديكتاتورية) التي لم تكن تسمح بمثل هذه الخزعبلات!
لا يمكن أن يتقبَّل عقلنا، لأنه راشد وواعٍ بفضلٍ من الله، أن تطلب إمراة عقيم ولداً من عمود إنارة، بلا إنارة، في قضاء الرميثة بالمحافظة نفسها!
طوطم أفريقي |
أعرف أن مُعتنقي الديانات الوثنية في مجاهل أفريقيا يؤمنون بالطواطم (جمع طوطم) ويطلبون منها الرزق والبركة وعندها تلتمس العقيمات الإنجاب. بالمناسبة الطواطم منحوتات لطيفة مزركشة من الفولكلور الأفريقي العريق.
ولكنني أعرف أيضاً ان عدد من يؤمن بالطواطم اليوم، بالمناسبة نحن في القرن الحادي والعشرين، تضاءل جداً، وهو يتضاءل بمرور الزمن.
وأعرف أن أهل الجاهلية كانوا يصنعون آلهة من تمر، حتى إذا جاعوا أكلوها (بالمناسبة هم لا يعبدونها ولكنهم يلتمسون من الآلهة قرباً إلى الله) ولكنني أعرف أن ذلك كله انتهى منذ 14 قرناً.
أيها السادة
أيها الغير سادة، لا فرق
هل تعرفون ان العالم يعيش ثورة رقمية هائلة وأن (فيوجير 1) غادرت منذ نحو شهر المجموعة الشمسية بعد أن انطلقت في رحلتها التاريخية قبل 36 عاماً؟
كيف لعاقلٍ، أو مجنونٍ حتى، أن يقبل طلب الرزق من جرّار زراعي صدئ؟
كيف يَشفي هذا الجرار الصدئ من الأمراض وهو الذي لم يدفع عن نفسه تراكم الأعطال والأتربة والصدأ؟
كيف يُمكن لعمودٍ من المعدن أن يُكوِّن جنيناً في بطن إمرأة؟
كيف يمكن أن يتقاطر الناس من المحافظة وخارجها على هذا (التراكتور) لأنه (مبخوت)، كما يقول أهل المنطقة؟
عمود الإنارة، الذي بلا إنارة، هو الآخر (مبخوت)، فالرجال والنساء يأتون ليربطوا قطع القماش به، بعد أن ينالوا مرادهم!
الطريف أن عمود الكهرباء هذا يقع بالقرب من مغسلة للأموات تعود ملكيتها إلى (السيد) لا أدري أي (سيد) هذا الذي يملك المغسلة، ولكن (السيد) مبارك، كما يقول أهل المنطقة، وكما تعلمون طبعاً!
لا أعرف كيف ينال هؤلاء المصابون بالعقم مرادهم من عمود كهرباء، بلا كهرباء؟
لا أعرف كيف يحصل هؤلاء على الرزق من خلال التبرك بقطعة حديد صدئة؟
لا أعرف كيف يُشفى هؤلاء من أمراضهم بلمسة (مباركة) من هذا (التراكتور) فيما تعجز (مايو كلينك) عن شفاء الأمراض المستعصية؟
لا أعرف ولا يمكن أن أعرف ولا أريد أن أعرف، فقد منحني الله تعالى عقلاً، وهذا يكفي..
لكن كل الذي أعرفه، بيقين عالٍ، ان مجتمعاً بهذا المصيبة الطامّة لا يمكن أن يصير براسه خير!
بالمناسبة، هذه ليست جهالة ولا ضلالة ولا شرك بالله الواحد، وانما هي شيء نحتاج إلى نحت مصطلح جديد بشأنه، فهو خارج كل المصطلحات التي أعرفها ويعرفها العالم، خصوصاً أنه يأتي في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين!
وبالمناسبة أيضاً، لا علاقة لهذا بمؤامرات إيران ولا الصهيونية ولا الماسونية العالمية. كما لا علاقة له بالتقاليد والموروثات الشعبية مهما كانت بالية وسخيفة ومرفوضة!
هؤلاء، بكل صراحة، بحاجة إلى (مطاوعة وهابيين) من أهل نجد، ليعرفوا معهم ومن خلالهم أن الله حق.
لن يصير براس هذا المجتمع، الغارق في الضلالة والجهالة، خير مادام يرضى بأن يكذب على نفسه ويقبل بأن يُضلل نفسه بنفسه، وهو ضاحك غارق في (...) التي صنعها بيده!
وسنسمع جميعاً، أن سيد (تراكتور) دامت فيوضاته، وان سيد (عمود كهرباء) دامت بركاته، انضما إلى (العتبات المقدسة) التي ترعاها حكومة العمائم الضالة المضلة!
هل فهمتم ما أقول جيداً؟
لن يصير براسكم خير، لو تموتون..
هناك 5 تعليقات:
هذا السيد من سيكون جده او من يكون جد الذي صنعه ومتى نرى قبة فوقه قد نصبت وهل ستؤول واردات المزار للسيد او لدائرة الوقف الشيعي وهل سيتم تصنيع اعداد اخرى من هذه العلويه والزينبيه والحسينيه والعباسيه نسبة اما يطلقون عليه ابو الفضل العباس
يسأل السيد كاتب المقال عن ماهية وجوهر وشخصيات هؤﻻء المُشَعْوَذين والمشَعوِذين والجواب يجده في كتاب الجاحظ (البيان والتبيين ج4على الصفحة995فصل اخبار النوكى إذْ يقول الشاعر
أرى زمناً نوكاهُ أسعدُ أهلهِ لكنما يشقى به كلُّ عاقلِ
مشى فوقهُ رِجْلاهُ والرأسُ تحتهُ فكَبَّ اﻷعالي بارتفاعِ اﻷسافلِ
ولقد عبد العراقيون طوب ابو خزّامه قبل التراكتورالصديْ ولقد كتب عن هذه الظاهرة العلامة علي الوردي
في خمسينات القرن الماضي قبض على مجرم في مركز لواء الحلة وتم تعذيبه حتى مات وﻵجل طمس الموضوع حفر له قبر في ساحة المركز ليﻵ وتقبيعه بخرقة خضراء ادعى ضابط المركز انذاك انه مقام سيد. ومن ذلك الحين والسيد المجرم يزار وتوضع عليه الحناء بعد ان سور بسور حديدي للسيد.وقد تم المحافظة على المقام بعد هدم البناية العتيقة.قصة حقيقية رواها لي عمي المرحوم قبل وفاته الذي كان ضابط المركز ايام الملكية.
التربية التربية والتعليم ..التعليم والتوعية حتى اذا اقتضى ذلك حد السيف بربكم اهذا هو العراق العظيم ؟ فيا اسفي وانا اذ لا اتفق مع عبارة ما يصير براسكم خير اكررها واقولها الله يرحمك ياصدام حسين كم كنت انت ..عظيما
الدكتور عدنان العبيدي
هذا الرجل الاستاذ داود الفرحان رجل رائع يحاكي العراقيين بطريق تدخل لعقولهم دون استأذان وكلماته كالسهم يؤلم العملاء الخونه تحيه له ولقناته الرائعه الرافدين ولكم يا استاذنا ابا عبدالله الرجل الفذ والاعلامي المتميز والرجل الرجل سليل الاصاله
إرسال تعليق