موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 1 أبريل 2013

هزيمة إيران تبدأ من العراق


مطلق سعود المطيري
عراق ما بعد صدام حسين هو عراق طهران، فقد تم استبدال الايدلوجية القومية العربية بعقيدة المذهب الصفوي لتكون معبرا عن التوجهات السياسية لنظام الحكم في بغداد، ومنذ سقوط بغداد على يد المحتل الامريكي 2003، أصبحنا أمام انصهار تام وتوحد عقدي بين النظام الايراني والنظام العراقي، وما عملية اجتثاث البعث التي تبناها حكام الساحة الخضراء في بغداد إلا نقطة تحول قومي مذهبي في بلاد الرافدين، لتكون تلك العملية بداية لإعلان نهاية حكم العرب في العراق، فمع هذا التحول التاريخي الخطير أصبح الساسة العراقيون مندوبين لوزارة الخارجية الايرانية والحرس الثوري الصفوي.


فالنظر لحكومة المالكي بأنها حكومة مستقله في قرارها عن طهران، أو انها تعمل لمصلحة الشعب العراقي، فتلك قناعة لا يستطيع المالكي تحمل تبعاتها، في المدى القريب ولا البعيد، وذلك لاسباب سياسية ومذهبية، فالصندوق الانتخابي الوحيد الذي يستطيع به أن يهزم كله خصومه موجود في طهران، كما أن الذاكره التاريخية التي تتوالد منها بطولات وانتقامات تملي عليه وعلى حزبه قناعات مخلصة لمذهبه، والانتصار للمذهب له سند تاريخي يلغي كل اعتبار وطني وقومي، فليس من العجب أن تلحق بغداد بالأحواز وتنسلخ تماما من عروبتها، وتطمس هويتها العربية وتقوم مكانها الهوية الفارسية.
فما يحدث اليوم من مظاهرات واحتجاجات في الأنبار تعد الصرخة الأخيره التي تخرج من الفم العربي في العراق، فأبناء العراق العرب لم يخرجوا في مظاهراتهم بسبب ديكتاتورية حاكم مستبد مثل ما حدث بدول الربيع العربي، ولكنهم خرجوا ضد احتلال اجنبي لبلدهم، احتلال بنى عملاءه على الإخلاص والتضحية لمشروعه التاريخي، الى أن أصبحت الخيانة للأرض والكرامة الوطنية، عملا مقدسا لا يستقيم الوجود الى به، فقداسة المذهب حولت العراق من بلد الى فكرة بلد قد تصدق وقد لا تصدق، فابناء الانبار اليوم في ثورتهم يحاولون ان يملكوا فكرة بلدهم بعدما جردهم المحتل منها.
فاحتجاجات الشعب العراقي يجب أن لا تتوقف عنه المساندة الإعلامية والشعبية، فهم يخوضون معركة وجود وهوية وليست معركة وظيفة وخدمات صحية، فليس من النخوة العربية ان يتخاذل الشعب العربي عن تأييد اشقائه في العراق، ويبتعد مثل ما ابتعدت الأنظمة السياسية العربية وسلمته لأيدي الصفويين وعملائهم.
العراق يريد ان يسترد عروبته من يد المحتل الايراني، وامته ادارت له ظهرها وكأنها فقدت القوة والحيلة واعلنت افلاسها من الكرامة والغيرة القومية، ما يحدث في العراق اعظم مما يحدث في سوريا، فالعراق كان حارس البوابة الشرقية لأمن الخليج، فاليوم انكسرت البوابة ودخل معها العملاء والجواسيس ومشاريع الموت والخيانة، فالدولة الصفوية لها رأس في طهران، فهل نقطع ذنبها الذي وصل لحدودنا؟

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..