بتقديري الشخصي، هذا مقال مهم، من ثلاث زوايا، الأولى ان حزب الله في لبنان ليس حزباً، بل هو دولة حقيقية داخل لبنان، لم يبق على استقلالها سوى الإعلان الرسمي، وهو غير مهم إطلاقاً، الثانية ان كل القوى التي تعلن مناهضتها لحزب الله، ومنها دول إقليمية مهمة، عاجزة عن اللحاق بما يتوفر لهذا الحزب/ الدولة من إمكانات، ولأسباب عدة،
الثالثة ان حزباً/ دولة بهذه الإمكانات الأمنية والاستخبارية عالية التقنية، انما يمهد لمشروع أكبر ممايتصوَّره البعض، مشروع يتعدى الحدود اللبنانية والعربية إلى مديات أبعد بكثير.
الثالثة ان حزباً/ دولة بهذه الإمكانات الأمنية والاستخبارية عالية التقنية، انما يمهد لمشروع أكبر ممايتصوَّره البعض، مشروع يتعدى الحدود اللبنانية والعربية إلى مديات أبعد بكثير.
أخيراً أنوِّه إلى حقيقة انني أعرف مايمكن أن تسببه المبالغة في قدرات هذا الحزب/ الدولة من آثار نفسية سلبية، ولكن أنبِّه إلى حقيقة أخرى أعتقد أنها الآن أهم بكثير، وهي ان التهوين من قدراته سيلحق أضراراً أكبر بالجبهة المقابلة، وهي جبهة لايقصد بها العدو الصهيوني بالضرورة.
ولعل السؤال الذي يختتم به كاتب المقال يكشف عن كثير من الغموض، الذي مايزال يغشى البعض، حول حقيقة هذا الحزب.
مصطفى
...........
ولعل السؤال الذي يختتم به كاتب المقال يكشف عن كثير من الغموض، الذي مايزال يغشى البعض، حول حقيقة هذا الحزب.
مصطفى
...........
مخابرات «حزب الله»
وحدات وخلايا... في كلّ مكان!
صبحي منذر ياغي
لا يخفي «حزب الله» امتلاكه جهاز مخابرات متقدّم ومتطوّر، وهو طالما تباهى بأنّه يلعب الدور الأوّل في اكتشاف الكثير من الخلايا الإسرائيليّة والأميركيّة في لبنان، وخلايا إرهابيّة، حتى إنّ الإسرائيليّين والأميركيّين سبق واعترفوا بقدرات «حزب الله» الأمنيّة.
يشير ضابط العمليّات السابق في وكالة المخابرات المركزيّة الأميركية بوب باير إلى أنّ "قدرات "حزب الله" في مكافحة التجسّس قوية ولا يجب أن يستهان بها"، معتبراً أنّ "أجهزة الأمن في "حزب الله" فعّالة كأيّ جهاز من الأجهزة الأمنية العالميّة، لا بل إنّها أحسن من جهاز المخابرات السوفييتي السابق K.G.B".
وتؤكّد أوساط مطّلعة أنّ جهاز مخابرات "حزب الله" المعروف بجهاز "أمن المقاومة"، ما هو إلّا صورة مصغّرة عن جهاز المخابرات الإيرانية بأنواعها "الفافاك، و"اطلاعات"... وقد ساهم الخبراء الأمنيّون الإيرانيّون في تدريب وتجهيز كوادر هذا الجهاز منذ التسعينيات، من خلال دورات أمنيّة مكثفة تجري بصورة دائمة في عدد من المعاهد الأمنيّة الإيرانية.
وحدات وأقسام
ويضمّ جهاز الأمن في "حزب الله" أقساما ووحدات عدّة لها مهمّاتها ومسؤوليّاتها، وأبرزها الوحدة الإلكترونيّة، وهي من الوحدات التي ترتبط بوحدة الأمن الخارجي، وتتجلّى مهمّاتها في عمليّات الرصد والتنصّت ومراقبة وسائل الاتّصالات، ويشرف على أنشطة هذه الوحدة خبراء إلكترونيّون، ولهذه الوحدة محطّاتها ومقرّاتها السرّية الموزّعة على عدد من الأراضي اللبنانية.
وتؤكّد أوساط مقرّبة من "حزب الله" في هذا الصدد أنّه كان لهذه الوحدة دورها الأوّل في موضوع كشف المتعاملين مع المخابرات الأميركيّة في لبنان أخيراً من خلال تحليل ورصد الاتّصالات الهاتفيّة المتبادلة لمدة شهر تقريباً. وكان الضابط الأميركي السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركيّة بوب باير لفت إلى قدرة مخابرات "حزب الله" على اختراق الاتّصالات بقوله: "يمكنهم اختراق كلّ حاسوب في لبنان، كما أنّهم داخل كلّ ملفّات الشرطة، ويمكنهم الحصول على أيّ رسالة ترسل عبر "سكايب". كما يمكنهم التنصّت على الهواتف، واختراق داتا الاتّصالات. فهم ماهرون جدّاً في ذلك".
جهاز الأمن والمعلومات
وتوضح الأوساط أنّ مخابرات "حزب الله" تضمّ ما يعرف بـ"جهاز الأمن والمعلومات"، وله نشاطاته الموسّعة في لبنان. فهو مكلّف رصد القنوات الدبلوماسية، والعلاقات السياسية وأنشطة التنظيمات المحلّية اللبنانية والفلسطينية، إضافة إلى مراقبة الجمعيات والأندية والمؤسّسات والشخصيات، ورصد الأنشطة التي تعتبر من الأنشطة المعادية للمقاومة.
ويشرف على هذا الجهاز المسؤول الأمني "الحاج عبد القادر" الذي هو بالطبع اسم مستعار لشخصيّة أمنية فاعلة غير معروفة، والحاج عبد القادر يشهد له كوادر الحزب بقدراته وكفاياته الأمنية الفاعلة وإنجازاته البارعة في هذا الإطار.
الأمن الاستراتيجي
فيما يعتبر قسم الأمن الاستراتيجي من الأقسام المهمّة والحسّاسة، بحيث إنّ أنشطة هذا القسم تغطّي منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وتتركّز على رصد التحرّكات الميدانيّة والعسكريّة للأميركيّين والإسرائيليّين وغيرهم، والكثير من الدول التي يعتبرها "حزب الله" معادية له، ويتولّى إدارة هذا القسم مجموعة من الخبراء الاستراتيجيّين والمحلّلين العسكريين والسياسيين، بالتنسيق مع خبراء إيرانيّين. ويضمّ القسم في الوقت نفسه مجموعة من الكوادر المدرّبين على الحرب النفسيّة والإعلاميّة ودورات استعلامية (استعلام عن العدوّ وعن خططه الحربيّة وخطّة انتشاره وتمركزه وتوسّعه، وعديده وتجهيزاته وعتاده... وجهوزيّة الانتشار وغير ذلك)، ويتفرّع عن جهاز الأمن الاستراتيجي وحدات ارتباط، أبرزها تلك الوحدة التي تعنى بالعلاقات مع إيران، وهي تضمّ شخصيات إيرانية ولبنانية، تعقد لقاءات واجتماعات دوريّة وتتابع ملفّات أمنية وعسكريّة مهمّة. ومن وحدات الارتباط الأخرى وحدة أفريقيا، وحدة الدول الآسيوية، وحدة الدول الشرق - أوسطية، وحدة أميركا اللاتينية، وحدة فلسطين (وهي وحدة مستقلة تلقى اهتماما أمنيّا إيرانيّا فاعلا).
وتشير الأوساط إلى أنّ لـ"حزب الله" وجوده الفاعل في هذه الدول والمناطق العالمية، إلّا أنّ من غير المسموح أبدا إظهار هذا الحضور أو القيام بأيّ عمل أمني إلّا في حال حصول حرب أو أحداث تقتضي من هذه الوحدات التدخّل وممارسة نشاطها.
الأمن الوقائي
ومن الأقسام الأخرى في جهاز مخابرات "حزب الله"، جهاز الأمن الوقائي، وهو جهاز يُعنى بأمن الشخصيّات والمسؤولين في الحزب، وخصوصا قادة الصف الأوّل، ويخضع عناصر هذا الجهاز لتدريبات مكثّفة في مجال الحماية والمرافقة والمواكبة وطرق استخدام الأسلحة الفرديّة بشكل طارئ، وطرق تشكيل مواكبات أمنيّة، وتؤكّد مصادر قريبة من "حزب الله" أنّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله يخضع شخصيّا لتعليمات الأمن الوقائي الذي يحدّد له أمكنة إقامته وتحرّكاته وتنقّلاته. أمّا الأمن التكتيّ في الحزب، فهو ينحصر في الأنشطة المتعلقة بالجامعات والمدارس والمعاهد والروابط الطلابية والنسائية والحزبية، وعلاقات "حزب الله" مع بقيّة الحلفاء والتنظيمات.
نشاط في كلّ مكان
وتعتبر الأوساط أنّ أنشطة مخابرات "حزب الله" لا تقتصر على منطقة دون أخرى، لأنّ المفهوم الأمني للحزب ينصّ على ضرورة رصد كلّ التحرّكات التي قد يشكّل بعضها خطورة على "أمن المقاومة والشعب"، وأنّ أمن "حزب الله" يضع هدفه الأوّل محاربة العدوّ وعملائه.
وتكشف الأوساط، أنّ "داتا" جهاز الأمن في "حزب الله" شاملة ومتنوّعة، فهي تتضمّن دراسات وتقارير عن شخصيّات ونوّاب وفاعليّات وأحزاب وجمعيّات وطوائف وتنظيمات وأندية في كلّ لبنان، فمخابرات الحزب ترصد بدقّة كلّ التحرّكات وكلّ المجالات من وسائل إعلام إلى أنشطة الأجهزة الأمنيّة والنقابية والسفارات والأنشطة الدبلوماسية، حتى إنّ عمليّات رصد المكالمات والتنصّت تجري بطرق حديثة ومتطوّرة ومن خلال معدّات إلكترونية متطوّرة، فضلا عن شبكة اتّصالاته الهاتفيّة السرّية المتطوّرة.
خرق أمني
وتشير المصادر إلى أنّ "حزب الله" ينتهج في عمله وسيلة الاختراق الأمني للعديد من التنظيمات والأحزاب والطوائف، وللمخيّمات الفلسطينية... بحيث إنّ الحزب يصبح من خلال هذه الطريقة موجودا بطريقة غير مباشرة في كلّ مكان وفي كلّ زاوية، فضلا عن دوره في اجتذاب الشخصيّات والحلفاء من بقيّة الطوائف من خلال التحالفات الانتخابية والسياسية والتقديمات المالية والعينية. ويعتمد جهاز المخابرات في "حزب الله" على توزّع أماكنه السرّية على مساحة الأراضي اللبنانية، فليس من المستغرب أن يكون مستوصف أو جمعيّة أو مركز إعلامي أو مكتب تجاري أو عقاري مركزا أمنيّا سرّيا لجهاز أمن "حزب الله"، كما تفعل العديد من الأجهزة الأمنية العالمية.
إشراف وتدريب
وتختم الأوساط مؤكّدة، أنّ ما يتمتّع به "حزب الله" من دعم إيراني مالي ولوجستي جعله يملك أهمّ وأقوى جهاز مخابرات غير رسمي يضاهي الأجهزة الاستخباراتية العالميّة، كما أنّ جهاز الأمن في الحزب يعتمد على التركيبة العنقودية التي لا تسمح في حال انكشاف أحد أفراده اكتشاف بقيّة عناصر الجهاز والخليّة، ويتبع عناصر الأمن في "حزب الله" سرّية مطلقة في عملهم، حتى إنّهم لا يستخدمون الهواتف الخلويّة في أحاديثهم، ويتلقّون رواتب عالية حتى لا يخضعوا ويضعفوا أمام الإغراءات الماليّة من قبل أجهزة معادية، ويخضع جهاز مخابرات الحزب لإشراف أمنيّ مباشر من قبل لجنة تضمّ كبار ضبّاط المخابرات الإيرانية. في الوقت الذي لا يتوقّف فيه الحزب عن إجراء دورات أمنيّة متطوّرة بشكل دوريّ لعناصر جهازه الأمني الذين ينتشرون في كلّ مكان، حتى داخل إسرائيل من خلال عدد من مواطني عرب 1948.
إلّا أنّ السؤال الذي تطرحه الأوساط السياسية، هو كيف أنّ «حزب الله» بما يملك من قدرات في مضمار الأمن والمراقبة والاستخبارات، لم يستطع أن يكشف جريمة واحدة من جرائم الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي طاولت عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين في الأعوام الأخيرة.
وتؤكّد أوساط مطّلعة أنّ جهاز مخابرات "حزب الله" المعروف بجهاز "أمن المقاومة"، ما هو إلّا صورة مصغّرة عن جهاز المخابرات الإيرانية بأنواعها "الفافاك، و"اطلاعات"... وقد ساهم الخبراء الأمنيّون الإيرانيّون في تدريب وتجهيز كوادر هذا الجهاز منذ التسعينيات، من خلال دورات أمنيّة مكثفة تجري بصورة دائمة في عدد من المعاهد الأمنيّة الإيرانية.
وحدات وأقسام
ويضمّ جهاز الأمن في "حزب الله" أقساما ووحدات عدّة لها مهمّاتها ومسؤوليّاتها، وأبرزها الوحدة الإلكترونيّة، وهي من الوحدات التي ترتبط بوحدة الأمن الخارجي، وتتجلّى مهمّاتها في عمليّات الرصد والتنصّت ومراقبة وسائل الاتّصالات، ويشرف على أنشطة هذه الوحدة خبراء إلكترونيّون، ولهذه الوحدة محطّاتها ومقرّاتها السرّية الموزّعة على عدد من الأراضي اللبنانية.
وتؤكّد أوساط مقرّبة من "حزب الله" في هذا الصدد أنّه كان لهذه الوحدة دورها الأوّل في موضوع كشف المتعاملين مع المخابرات الأميركيّة في لبنان أخيراً من خلال تحليل ورصد الاتّصالات الهاتفيّة المتبادلة لمدة شهر تقريباً. وكان الضابط الأميركي السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركيّة بوب باير لفت إلى قدرة مخابرات "حزب الله" على اختراق الاتّصالات بقوله: "يمكنهم اختراق كلّ حاسوب في لبنان، كما أنّهم داخل كلّ ملفّات الشرطة، ويمكنهم الحصول على أيّ رسالة ترسل عبر "سكايب". كما يمكنهم التنصّت على الهواتف، واختراق داتا الاتّصالات. فهم ماهرون جدّاً في ذلك".
جهاز الأمن والمعلومات
وتوضح الأوساط أنّ مخابرات "حزب الله" تضمّ ما يعرف بـ"جهاز الأمن والمعلومات"، وله نشاطاته الموسّعة في لبنان. فهو مكلّف رصد القنوات الدبلوماسية، والعلاقات السياسية وأنشطة التنظيمات المحلّية اللبنانية والفلسطينية، إضافة إلى مراقبة الجمعيات والأندية والمؤسّسات والشخصيات، ورصد الأنشطة التي تعتبر من الأنشطة المعادية للمقاومة.
ويشرف على هذا الجهاز المسؤول الأمني "الحاج عبد القادر" الذي هو بالطبع اسم مستعار لشخصيّة أمنية فاعلة غير معروفة، والحاج عبد القادر يشهد له كوادر الحزب بقدراته وكفاياته الأمنية الفاعلة وإنجازاته البارعة في هذا الإطار.
الأمن الاستراتيجي
فيما يعتبر قسم الأمن الاستراتيجي من الأقسام المهمّة والحسّاسة، بحيث إنّ أنشطة هذا القسم تغطّي منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وتتركّز على رصد التحرّكات الميدانيّة والعسكريّة للأميركيّين والإسرائيليّين وغيرهم، والكثير من الدول التي يعتبرها "حزب الله" معادية له، ويتولّى إدارة هذا القسم مجموعة من الخبراء الاستراتيجيّين والمحلّلين العسكريين والسياسيين، بالتنسيق مع خبراء إيرانيّين. ويضمّ القسم في الوقت نفسه مجموعة من الكوادر المدرّبين على الحرب النفسيّة والإعلاميّة ودورات استعلامية (استعلام عن العدوّ وعن خططه الحربيّة وخطّة انتشاره وتمركزه وتوسّعه، وعديده وتجهيزاته وعتاده... وجهوزيّة الانتشار وغير ذلك)، ويتفرّع عن جهاز الأمن الاستراتيجي وحدات ارتباط، أبرزها تلك الوحدة التي تعنى بالعلاقات مع إيران، وهي تضمّ شخصيات إيرانية ولبنانية، تعقد لقاءات واجتماعات دوريّة وتتابع ملفّات أمنية وعسكريّة مهمّة. ومن وحدات الارتباط الأخرى وحدة أفريقيا، وحدة الدول الآسيوية، وحدة الدول الشرق - أوسطية، وحدة أميركا اللاتينية، وحدة فلسطين (وهي وحدة مستقلة تلقى اهتماما أمنيّا إيرانيّا فاعلا).
وتشير الأوساط إلى أنّ لـ"حزب الله" وجوده الفاعل في هذه الدول والمناطق العالمية، إلّا أنّ من غير المسموح أبدا إظهار هذا الحضور أو القيام بأيّ عمل أمني إلّا في حال حصول حرب أو أحداث تقتضي من هذه الوحدات التدخّل وممارسة نشاطها.
الأمن الوقائي
ومن الأقسام الأخرى في جهاز مخابرات "حزب الله"، جهاز الأمن الوقائي، وهو جهاز يُعنى بأمن الشخصيّات والمسؤولين في الحزب، وخصوصا قادة الصف الأوّل، ويخضع عناصر هذا الجهاز لتدريبات مكثّفة في مجال الحماية والمرافقة والمواكبة وطرق استخدام الأسلحة الفرديّة بشكل طارئ، وطرق تشكيل مواكبات أمنيّة، وتؤكّد مصادر قريبة من "حزب الله" أنّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله يخضع شخصيّا لتعليمات الأمن الوقائي الذي يحدّد له أمكنة إقامته وتحرّكاته وتنقّلاته. أمّا الأمن التكتيّ في الحزب، فهو ينحصر في الأنشطة المتعلقة بالجامعات والمدارس والمعاهد والروابط الطلابية والنسائية والحزبية، وعلاقات "حزب الله" مع بقيّة الحلفاء والتنظيمات.
نشاط في كلّ مكان
وتعتبر الأوساط أنّ أنشطة مخابرات "حزب الله" لا تقتصر على منطقة دون أخرى، لأنّ المفهوم الأمني للحزب ينصّ على ضرورة رصد كلّ التحرّكات التي قد يشكّل بعضها خطورة على "أمن المقاومة والشعب"، وأنّ أمن "حزب الله" يضع هدفه الأوّل محاربة العدوّ وعملائه.
وتكشف الأوساط، أنّ "داتا" جهاز الأمن في "حزب الله" شاملة ومتنوّعة، فهي تتضمّن دراسات وتقارير عن شخصيّات ونوّاب وفاعليّات وأحزاب وجمعيّات وطوائف وتنظيمات وأندية في كلّ لبنان، فمخابرات الحزب ترصد بدقّة كلّ التحرّكات وكلّ المجالات من وسائل إعلام إلى أنشطة الأجهزة الأمنيّة والنقابية والسفارات والأنشطة الدبلوماسية، حتى إنّ عمليّات رصد المكالمات والتنصّت تجري بطرق حديثة ومتطوّرة ومن خلال معدّات إلكترونية متطوّرة، فضلا عن شبكة اتّصالاته الهاتفيّة السرّية المتطوّرة.
خرق أمني
وتشير المصادر إلى أنّ "حزب الله" ينتهج في عمله وسيلة الاختراق الأمني للعديد من التنظيمات والأحزاب والطوائف، وللمخيّمات الفلسطينية... بحيث إنّ الحزب يصبح من خلال هذه الطريقة موجودا بطريقة غير مباشرة في كلّ مكان وفي كلّ زاوية، فضلا عن دوره في اجتذاب الشخصيّات والحلفاء من بقيّة الطوائف من خلال التحالفات الانتخابية والسياسية والتقديمات المالية والعينية. ويعتمد جهاز المخابرات في "حزب الله" على توزّع أماكنه السرّية على مساحة الأراضي اللبنانية، فليس من المستغرب أن يكون مستوصف أو جمعيّة أو مركز إعلامي أو مكتب تجاري أو عقاري مركزا أمنيّا سرّيا لجهاز أمن "حزب الله"، كما تفعل العديد من الأجهزة الأمنية العالمية.
إشراف وتدريب
وتختم الأوساط مؤكّدة، أنّ ما يتمتّع به "حزب الله" من دعم إيراني مالي ولوجستي جعله يملك أهمّ وأقوى جهاز مخابرات غير رسمي يضاهي الأجهزة الاستخباراتية العالميّة، كما أنّ جهاز الأمن في الحزب يعتمد على التركيبة العنقودية التي لا تسمح في حال انكشاف أحد أفراده اكتشاف بقيّة عناصر الجهاز والخليّة، ويتبع عناصر الأمن في "حزب الله" سرّية مطلقة في عملهم، حتى إنّهم لا يستخدمون الهواتف الخلويّة في أحاديثهم، ويتلقّون رواتب عالية حتى لا يخضعوا ويضعفوا أمام الإغراءات الماليّة من قبل أجهزة معادية، ويخضع جهاز مخابرات الحزب لإشراف أمنيّ مباشر من قبل لجنة تضمّ كبار ضبّاط المخابرات الإيرانية. في الوقت الذي لا يتوقّف فيه الحزب عن إجراء دورات أمنيّة متطوّرة بشكل دوريّ لعناصر جهازه الأمني الذين ينتشرون في كلّ مكان، حتى داخل إسرائيل من خلال عدد من مواطني عرب 1948.
إلّا أنّ السؤال الذي تطرحه الأوساط السياسية، هو كيف أنّ «حزب الله» بما يملك من قدرات في مضمار الأمن والمراقبة والاستخبارات، لم يستطع أن يكشف جريمة واحدة من جرائم الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي طاولت عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين في الأعوام الأخيرة.
ملاحظة:
نُشر المقال هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق