في الورقة الإيرانية الخامسة من أوراقه، التي أختصَّ (وجهات نظر) بنشرها، يكمل الدكتور عبدالستار الراوي، استعراض جوانب مفصلية من حياة ومواقف الثعلب الإيراني الماكر، هاشمي رفسنجاني.
أوراق إيرانية
رفسنجاني
الثعلب الماكر
(2)
عبدالستار الراوي
هواية التضليل وارتداء الأقنعة وخلط الألوان واللعب على الحبال السياسية، ما بين اليمين واليسار، والانقلابات العاصفة ما بين التطرف والتزمت، داعية للإصلاح في الليل، وحافظ في رابعة النهار، وحفر الخنادق ونصب الأفخاخ لهذا وذاك، والولع الذاتي باقتناص الطرائد، هذه الألاعيب وغيرها أوقعت ثعلب إيران في الدائرة الحمراء، وأسقطته في شر أفعاله، فلم يسعفه مكر ولا أنقذه دهاء، بعد أن استنفد العمر في صنع الأعداء وابتداع الخصوم، وهو لا أحد غيره، من هيأ الفرصة الذهبية لهذا المصير، فقد كثر أعداؤه وتخلى عنه حلفاؤه وتوارى مؤيدوه ليكتشف في ختام رحلته الطويلة أنه الخاسر الوحيد، فلم يعد له في عالم ولاية الفقيه حول ولا قوة.. وها هو يحاول أن يكتب الجزء الأخير من فصول كتابه (حياتي) بعد أن دون في جزئه الأول أيام الطفولة والصبا، وسنوات التعب المر.. واستعرض على صفحاته دوره في النضال الوطني في مجلس قيادة الثورة وجهده في بناء الدولة، ولم يكن في ما كتب وما تحدث كله محتسباً أن يأتيه يوم يكون فيه موضع الدفاع عن نفسه، يرد اتهامات الخصوم وشماتة الأعداء.. وهو الذي كان في يوم من الأيام سبباً في صعودهم السياسي، وهو من هيأ للعديد منهم فرصة تبوؤ المراكز القيادية في الدولة والمجتمع، وكان السيد خامنئي من أبرز هؤلاء، ممن حملهم الشيخ الثعلب على كتفيه ليصعد به إلى مقام الحاكمية المطلقة، ولا يملك رفسنجاني الذي ألقي به على قارعة الطريق إلا أن يعض أصابعه ندماً على سوء تقديره للأمور، ففي الوقت الذي كان رفسنجاني يعتقد أن كل شيء يسير على مرامه، وأنه اللاعب الأول في الميدان السياسي، وأن بوسعه أن يجمع تحت عباءته الكتل والتيارات كافة، فات الرجل الخبير المجرب أن ألاعيبه مكشوفة لدى الجميع، وأن جزءاً كبيراً من الطبقة ''الحزبية'' من الذين كانوا يهتفون له، أخذوا يُشهّرون به، اليوم، وأن الغالبية من تكتّل ''روحانيون مبارز'' كان هدفهم الأول استغلاله في معاركهم الصغيرة. أما الآخرون في جبهة المشاركة فإنهم وقفوا على مسافة ''تشوبها الرِيبة''، وكلّ ملاحظ ومراقب لتجمّعات الإصلاحيين العامة والخاصة سيلحظ أنه لم تُرفَع صورة واحدة خلالها لرفسنجاني، أو يَهتِف أحد باسمه، كما يجري لموسوي أو كرّوبي، ذلك أن إفساد العقول والقلوب ضدّه قد اكتمل. لكن الأهم من ذلك كله أن التركيبة السياسية المتعاطية معه من روحانيين مبارز ابتلعتها جماعة )التعميريين النجاديين). وكذلك الحال بالنسبة لأجزاء الإصلاحيين، فروحانيون كانت تؤّيد رفسنجاني ''تكتيكياً'' لاستفادتها من مواقفه تجاه أحمدي نجاد، وجبهة المشاركة ومجاهدي الثورة الإسلامية يتعاطون معه على أنه إرث النظام الذي يجب ألا يُركَن إليه إلا في الاستثناءات القصوى. وأمام هذا الانقسام تجاه الرفسنجانية وحولها وبشأنها، يبدو أن الجميع صار يستهلكها للضرورة فقط، من دون أن يُدركوا أن هذا الاستهلاك وصل إلى حدّه، خصوصاً وأن الرجل وهو في هذا السّن (75 عاماً) وبعد صراع مع قوى ثورية شابّة أكثر تمنعاً لم يعُد يمتلك أكثر مما أُخِذَ منه، وهو ما جعل من الرفسنجانية بضاعة فاقدة الصلاحية وفات أوانها.
أولاً: مرحلة التآمر الناعم:
عقب الانتخابات الرئاسية ,2009 شهدت إيران احتجاجات هائلة من المعارضة الإصلاحية ضد حكومة أحمدي نجاد، مما جعل البلاد في أسوأ أزمة داخلية منذ الثورة الخمينية عام .1979 وإذا كان النظام السياسي تمكن من فرض التهدئة النسبية بالقوة المسلحة، فإنه لم يستطع إيقاف تداعيات الثورة الخضراء التي أخذت تجدد نفسها في أشكال من الاحتجاج والتحدي بعد أن تمكنت من تجاوز عتبة الخوف، وتطورت أهدافها، فانتقلت من المطالبة بالحقوق المدنية والحرية والديمقراطية إلى رفع شعار إسقاط نظام ولاية الفقيه، وإنهاء دكتاتورية رجال الدين، بالحرية والعدالة، في ظل هذه الأجواء المضطربة، وبعد مرور أقل من أربعة أسابيع.. بدأت تنتظم خيوط الانقلاب الناعم بين الشيخ رفسنجاني والفقيه القائد، والحكاية كانت في البدء كما لعبة (توم أند جيري)، كل منهما يسعى للإيقاع بصاحبه ورفيق عمره، الأول طال به الترقب وعذبه الانتظار لإخراج الفقيه من ولايته الأبدية، فيما كان خامنئي على أتم الاستعداد لاقتلاع الطامعين من طريقه، بوصفه دستورياً السيد الأوحد الذي لا يجرؤ أحد على أن يزاحمه على ولايته الإلهية، أو يقول له: (على عينك حاجب)!!، فكيف الحال بالمترصد الذي كشف عن نواياه التآمرية؟.. تلك هي حكاية )الكرسي المقدس) حلم رفسنجاني الذي أذله وسحق كرامته، وورط نفسه في معارك أقل ما توصف أنها معارك رخيصة، لا تتناسب مع تاريخه السياسي، هذه هي الحكاية من البداية، بعيداً عن لعبة الأيديولوجيات والمعسكرات الحزبية وبعيداً عن السياسات الداخلية والخارجية.. أراد رافسنجاني أن يرث خامنئي حياً، ليصبح نائباً أو خليفة للمرشد الأعلى، فأقدم على عقد اجتماع عاجل لمجلس الخبراء (86 عضواً) يوم 21 يوليو ,2009 حضره أكثر من 40 منهم، ألقى فيهم كلمة فُهم منها أنها رسالة إلى المرشد علي خامنئي أشبه بتلويح بقدرة هذا المجلس على عزله. ومعروف أن جميع من حضر الجلسة، عدا سبعة محسوبين على رفسنجاني، خرجوا بعدها ليقولوا إنهم خُدعوا، وإنهم أحضروا من دون إبلاغهم بجدول الأعمال وما إلى ذلك، وبين دهشة الأعضاء واستغرابهم نوقشت القضية وتعالت الأصوات ولم يوافق المجلس على ذلك، قال المخالفون في مذكراتهم الداخلية إن الوقت غير مناسب لطرح موضوع الخلافة أو النيابة وإن المناخ السياسي المتردي غير ملائم في الظرف الراهن، لمناقشة قضية بهذه الخطورة، ولذلك ارتأى غالبية الأعضاء تأجيل النظر حتى تتحسن الأوضاع، ربما يبحث الموضوع مرة أخرى. وفي اليوم نفسه اطلع خامنئي على مجريات جلسة الخبراء، وتأكد المرشد من هواجسه وأصبح الشك يقيناً أن رفسنجاني يحاول سحب البساط من تحت قدميه، وزاد من يقين السيد خامنئي ما ورد من معلومات في وثائق ''ويكيليكس'' المسربة: (.. إن رفسنجاني كان يخطط لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، بعد تقارير تحدثت عن إصابة الأخير بالسرطان وأن أمامه مجرد أشهر معدودة فقط). فبدأ الرهبر (المرشد) هو الآخر يعد العدة للإيقاع بالثعلب الماكر.. منذ ذلك الوقت، طُلب من رفسنجاني موقف واضح يحسم فيه خياره على نحو واضح وصريح إلى جانب الوليّ الفقيه، والتوقف عن وضع قدم داخل النظام وأخرى مع المعارضة، على ما فعل منذ ذلك الوقت حتى اليوم.
صحيح إنه أدلى خلال الفترة الماضية بمجموعة من التصريحات التي تصب في هذا الإطار، مثل تلك التي حرّم فيها التظاهر خلافاً للقانون وأدان في أخرى تحركات المعارضة. لكنها مواقف، أراد من خلالها الاحتفاظ بموقعه في رئاسة المجلس. وصدرت خلال الفترة التي سبقت خروجه من مجلس تشخيص النظام، مجموعة من الإشارات، التي أريد من خلالها التوضيح لرفسنجاني أن هذه هي الفرصة الأخيرة له ليحسم مواقفه وإلا فهو مهدّد بالإخراج من النظام.
الإشارة الأولى: جاءت على لسان رفسنجاني نفسه الذي نُقل عنه قوله إنه ''لما توجه إلى المرشد، كعادته، ليسأله رأيه في ترشّحه لإعادة تولي هذا المنصب، جاءه الجواب لا مع ولا ضد، خلافاً للعادة، إذ كان يشجعه دائماً على خطوات من هذا النوع.
الإشارة الثانية: كانت مطالبة نحو 60 عضواً من مجلس الخبراء آية الله محمد رضا مهدوي كني للترشح لرئاسته. وكان معلوماً منذ البداية، أن اختيار مهدوي كني لهذه المهمة، الغاية منها القضاء على رفسنجاني لكون الأخير يكنّ له الاحترام، ويدرك في الوقت نفسه أنه من المستحيل أن يفوز عليه، وبالتالي فإنه سيفضّل عدم الترشح وفوز مهدوي كني بالتزكية.
الإشارة الثالثة: حاول المرشد الأعلى ربما لأسباب تكتيكية الحفاظ على شعرة معاوية مع رفسنجاني، وخصوصاً أنه شرع الباب قليلاً وجعله موارباً.. بأمل أن يعود الشيخ رفسنجاني فيلج باب الفقيه تائباً توبة نصوحاً، ويعلن على الملأ التبرؤ من الإصلاحيين أو ما يسمى بتيار الفتنة (موسوي، خاتمي، كروبي) وأن يؤدي فروض الطاعة للوليّ الفقيه، لكن المشكلة أن القاعدة، من حرس وباسيج وأحزاب محافظة لم تعد ترى في الرجل إلا شراً مستطيراً، وتعمل لإسقاطه، بل بلغ الأمر بهذه الأجهزة المناداة بإعدامه علناً، للمرة الأولى من نوعها على قاعدة أنه شخصية ما عاد من الممكن الوثوق بها بعد الذي فعله كله. ومع ذلك، فإن هناك من داخل هذا الفريق من بقي يحذّر حتى اللحظة الأخيرة من أن ''إسقاط رفسنجاني ليس بالخطوة البسيطة، بل هي عملياً تدفعه كلياً للارتماء بثقله كله في صفوف المعارضة، وبالتالي إذا كان الخيار بين تذبذبه الحالي والعداوة المطلقة، فالأفضل أن يبقى الوضع على ما هو عليه. فإن أي إجراء مباشر ضده، سيحول رفسنجاني إلى ضحية، وشعبنا، مثل الشعوب كلها، يتعاطف مع الضحايا.
ثانياً: إعادة فتح ملف رفسنجاني .
في الأسبوع الأول من عام 2010 أعيد فتح ملف رفسنجاني مرة أخرى، ثمة همس خفي في أروقة الحوزة، تزامن بسيل من الشائعات السود عن إصابة السيد المرشد بالمرض الوبيل، وأن انقساماً حاداً في هرم القيادة السياسية، وأن هناك أمراً يدبر بليل لإزاحة المرشد الأعلى للثورة، وسرعان ما تحولت الشائعات على لسان غلام حسين الهام مستشار رئيس الجمهورية إلى واقعة، وهو يصرح معلناً أن الشيخ هاشمي رفسنجاني يعمل لتقييد صلاحيات الولي الفقيه آية الله علي خامنئي والتخطيط لإيجاد مجلس لفقهاء القيادة بدلاً من قيادة ولي فقيه واحد.. وأن رفسنجاني يتحرك منذ مدة لتغيير شكل القيادة إلى مجلس فقهاء أو مجلس قيادة للإطاحة بقيادة الولي الفقيه (خامنئي). وطالب إلهام باعتقال من وصفهم ''زعماء الفتنة''، قائلاً ''إنه الحل الوحيد لوأد الفتنة وإخماد الاضطرابات''، وجاء تصريح إلهام متزامناً مع رسالة الرئيس السابق محمد خاتمي إلى خامنئي ودعوته لتفويض بعض صلاحياته إلى رفسنجاني لتمكينه من حل الأزمة الداخلية، فيما ترجم مكتب رسالة خاتمي بـ(إنها ترمي إلى قفز الإصلاحيين فوق النظام لتحويله إلى جمهورية غير إسلامية).
في الاتجاه نفسه جاءت تصريحات رئيس رابطة مدرسي الحوزة الشيعية في ''قم''، محمد يزدي الذي هاجم رفسنجاني بعنف غير مسبوق، واتهمه بالتحريفية وبالانتماء إلى تيار الفتنة المعادي للقائد الفقيه. وكان على رفسنجاني حيال الحملة الإعلامية والضغوطات السياسية التي تعرض لها، أن يقول شيئاً، وكانت أولى عبارات الشيخ هاشمي: (إني أشم رائحة مؤامرة، في السابق كنت آخذ كلام يزدي الذي كان يوجه إليّ بعصبية على أنه مجرد كلمات، وكان الرد عليها بقول ''سلاماً''، لكن ومع الكلام الذي صدر عنه يوم 27/1/2010) شعرت أن هناك مؤامرة وراء كلامه، وعلى هذا الأساس سوف أرسل رسالة إلى السلطة القضائية أوضح فيها ما حدث منه من تصرف في مجلس الخبراء بُعيد وفاة الإمام الخميني والذي تم فيه انتخاب السيد خامنئي خليفة للإمام''. وعلل رفسنجاني سبب الهجوم ضده قائلاً: (.. لموقفي النابع من إيماني الراسخ بأهمية مراعاة حقوق الناس والدفاع عن شخص القائد وتجنب التشدد.. وسوف أذكر من جديد أن الإسلام والجمهورية هما أصلان لا يمكننا التفريق بينهما.. وأن استمرار أصل ولاية الفقيه هو الأساس في الجمهورية الإسلامية فإذا تضررت مكانة ولاية الفقيه وموقع القائد فلا أتصور مستقبلاً جيداً لإيران).
ثالثاً: الإقصاء:
كانت المصادر الخبرية تحدثت عن مخطط يقوده مصباح يزدي وأحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور، لإقصاء رفسنجاني من المعادلة السياسية الإيرانية نهائياً بعد دعمه للإصلاحيين. وكان رفسنجاني قد مُنع من إمامة صلاة الجمعة، إلا إنه احتفظ بمنصبه رئيساً لمجلس خبراء القيادة الذي شغله منذ عام ,2007 لكن إزاحته عن منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هو المسمار الأخير الذي دقه النظام في نعشه، ولم يبق إلا تشييعه. وهو ما حدث تماماً وبخسارة رفسنجاني لرئاسة مجلس الخبراء، تكون نواة النظام قد خطت الخطوة الأولى نحو هزيمة الرفسنجانية، وتفتيت أتباعها في الدوائر كلها بفعل الحملة التي شنّها الرئيس محمود أحمدي نجاد منذ اليوم الأول لوصوله إلى الحكم عام .2005 وحتى يوم 8 مارس - آذار 2011 موعد تقديم استقالته من مجلس الخبراء.
رابعاً: إنزال العقاب:
''هاشمي رفسنجاني الذي كان أقوى شخصية في إيران في وقت من الأوقات، وكان الناس يحسبون له ألف حساب، والذي كان وراء اختيار آية الله خامنئي لمنصب المرشد الأعلى، واستطاع أن يضع حداً للحرب العراقية - الإيرانية التي امتدت ثماني سنوات، أصبح ضعيفاً جدّاً لدرجة أنه لم يعد يقوى على دفع الأذى عن عائلته التي أصبحت تحت رحمة الرئيس أحمدي نجاد المسؤول الأول عن محاربة عائلة رفسنجاني، وهناك شعور عام بأنه كان يريد تدميرها منذ اليوم الأول لوصوله إلى منصب رئاسة الجمهورية''. في حين أن أبناءه لم يدخلوا المجال السياسي مطلقاً، ويعملون في قطاع الأعمال، ومع ذلك تعرَّضوا لهجمات واسعة من أجهزة الإعلام التابعة للتيار المحافظ:
1 - ابنه الأكبر محسن هاشمي، كان رئيس ''مترو طهران'' لمدة 17 عاماً، استقال في 4 مارس 2011 بسبب خلافات وصراعات متكرّرة مع الحكومة حول التمويل وخطة الميزانية، لكنه تحول إلى معارض عنيد، ووجه يوم 24 أغسطس2011 نقداً صريحاً للرئيس أحمدي نجاد بسبب تردي الأوضاع المعيشية الداخلية، وإيقاف بعض المشاريع العمرانية وخاصة النفطية، وأكد أن الخوف من بروز خلافات سياسية في الداخل الإيراني كانت أهم الأسباب التي حالت دون إقصاء الرئيس نجاد، وأن الإبقاء عليه على مضض حتى انتهاء فترة رئاسته هو مطلب القيادة المتمثلة بالمرشد علي خامنئي.
2 - الابن الثاني لرفسنجاني، مهدي، غادر إيران منذ سنتين تقريباً، بعد شهر من الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في .2009 وقد أصدر القضاء أوامر عدة لمهدي؛ كي يمثُل أمام القاضي، ويجيب عن أسئلة حول دوره في المظاهرات المعادية للحكومة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية.. لكن هاشمي رفسنجاني قال: إن ابنه يحضّر؛ لنيل شهادة الدكتوراه في الخارج، وسيعود إلى إيران عندما ينتهي من دراسته، لكنه لم يعد مطلقاً، وبقي متوارياً عن الأنظار، متنقلاً بين دبي ولندن، حيث تستطيع عائلته أن تذهب لزيارته.
3 - وفي 22 مارس 2011 اعتقل عناصر أمن يحملون مذكرة توقيف قضائية حفيد هاشمي رفسنجاني ''حسن لاهوتي الذي غادر إيران بعد عشرة أيام من الانتخابات الرئاسية متوجهاً إلى لندن حيث يقيم، لدى وصوله إلى طهران واقتيد إلى سجن إيفين''، وقد يكون اعتقال لاهوتي ''مرتبطاً باتهامات وجهها بعض المتشددين في شأن دور ابنة هاشمي رفسنجاني، فايزة، في أحداث ما بعد الانتخابات''.
4 - انتقد المحافظون المتشددون بشدة فايزة رفسنجاني، والدة لاهوتي، لدورها المفترض في التحريض على ''الاضطرابات''، واعتقلت لمدة قصيرة بعد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وفائزة هي ''الشخصية الأكثر إثارة للجدل في عائلة رفسنجاني، كانت في فترة من الفترات عضواً في البرلمان، وكانت من التيار الإصلاحي في عام ,1997 كانت فائزة رئيسة تحرير صحيفة ''زان نيوز'' المعروفة بمواقفها الإصلاحية الجريئة إلى أن تمّ إغلاقها في ,1999 لكن فائزة بقيت جريئة في تصريحاتها ومواقفها ضد المحافظين والمتشدِّدين، ولذلك أصبحت الهدف الرئيس لأنصار النظام الإيراني، وأعلن القضاء الإيراني في 14 أغسطس 2011 أن فائزة، ابنة هاشمي رفسنجاني، ستحاكم اليوم في محكمة الثورة (وسط طهران)، على خلفية تصريحاتها لموقع إصلاحي قبل أشهر وصفت فيها قادة النظام في إيران بأنهم مجموعة من البلطجية والرعاع. وكانت تصريحاتها رداً على اعتداء قوات تعبئة البسيج في مدينة شهر ري (جنوب إيران) على أفراد حمايتها وإساءتهم إلى والدها.
خامسا: تعرض رفسنجاني خلال حياته السياسية للإذلال السياسي أربع مرات:
الأولى؛ عام 1988 بإندحار ولاية الفقيه على جبهات المواجهة العسكرية مع العراق يومها كان الشيخ هاشمي رفسنجاني القائد الميداني للحرب والمسؤول الاول عنها .
الثانية؛ عام 2000 عندما ترشح للانتخابات البرلمانية وجاء في المرتبة الثلاثين والأخيرة في طهران (وسط اتهامات بمحاولة تزوير الانتخابات لصالحه) .
الثالثة؛ عام 2005 عندما كان أداؤه سيئا للغاية في محاولته الترشح للرئاسة مرة أخرى.
والمرة الرابعة : الملاحقات الحكومية لاسرته وأنجاله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق