هل حان وقت الانقلاب في العراق؟ يتساءل الكثيرون عن هذا، وبين الايجاب والنفي تتراوح الكثير من الاجابات، لكن الكاتب هارون محمد، يجيب على هذا السؤال موضحاً كيف جنى (ابن طويريج) المتحكم بالعراق اليوم، على نفسه.. مع تأكيدنا ان أعداء المالكي، ليسوا السنة العرب، فحسب، بل هم ومعهم كل من يرفض المنهج الإجرامي الذي يمارسه المالكي.
حان وقت الانقلاب وعلى نفسه جنى (ابن طويريج)!
هارون محمد
في آخر اجتماع للكتل السياسية في منزل جلال طالباني عقد في نهاية اكتوبر الماضي أعلن رئيس الحكومة نوري المالكي انه يرفض تنفيذ (بند التوازن الوطني) ضمن اتفاقية اربيل التي وقعها في نهاية العام المنصرم مع القائمة العراقية والتحالف الكردي وهي الاتفاقية التي مهدت لعودته من جديد لرئاسة الحكومة الحالية وأتاحت له بسط هيمنته الطائفية مجددا بعد ان كان مأزوما ومضطربا وفي غاية القلق في اعقاب اخفاقه المدوي في انتخابات آذار 2010 التي جاء ائتلافه (دولة القانون) في المرتبة الثانية رغم انه أشرف على تلك الانتخابات وهو رئيس وزراء وقائد عام للقوات المسلحة ومشرف على أجهزة المخابرات والامن ومكافحة الارهاب، والمعلومات أثبتت انه أنفق فيها أكثر من ملياري دولار من المال العام، تكاليف دعاية وشراء ذمم وأصوات وتزوير وأشياء أخر.
ومما قاله المالكي في ذلك الاجتماع وهو يرد على أحد المتحدثين من القائمة العراقية الذي طالبه باحترام توقيعه على تلك الاتفاقية على الاقل وينفذ ما جاء فيها وخصوصا بند التوازن الوطني، ان المسألة ليست التزاما بالتوقيع وانما هي أخطر، نعم انا وقعت على الاتفاقية ـ قالها المالكي بصوت عال ـ ولكني اكتشفت لاحقا ان بند التوازن الوطني فيها يعني عودة السنة العرب الى السلطة والحكم من جديد، ومما قاله ايضا وهو في حالة تشف وانتشاء لقد راحت عليكم ايها السنة العرب فقد وقعتم في خطأ معارضة الاحتلال الامريكي وقدتم المقاومة ضد العملية السياسية منذ البداية وخرجتم من الباب والآن تريدون العودة من الشباك.!
ودُهش المجتمعون من كلام المالكي الذي يصف نفسه برجل الدولة تارة والمجاهد والمدافع عن (المظلومين) تارة اخرى، وحاول طالباني إضفاء جو من المرح وتخيف التوتر الذي ساد الاجتماع وقال ان دولة رئيس الوزراء (يتشاقى) أي يمزح، ويبدو ان التعليق لم يعجب المالكي الذي قال بحدة، لا لا أمزح هذا رأيي وموقفي.
وبند التوازن الوطني الذي تم اقراره في اتفاقية اربيل يعني احداث تغييرات جوهرية في سلم الملاكات والدرجات الوظيفية في جميع الدوائر الحكومية والوزارات بعد ان ملأها المالكي وقبله ابراهيم الجعفري بالاميين والمتخلفين والمعتوهين واقصى منها الاكفاء والمبدعين بحيث بات البائع المتجول في ارصفة حي السيدة زينب والجزار (القصاب) السابق في الكويت كاطع الركابي مديرا عاما للمراسم والتشريفات في ديوان مجلس الوزراء، واصبح الملازم الاول أشرف زاجي الذي خان وطنه وهرب الى ايران عام 1982 فريقا أول ويشغل منصب المفتش العام لوزارة الدفاع، وصارعدنان الاسدي وهو في الاصل مضمد صحي وكيلا أقدم لوزارة الداخلية، وتحول ملا خرف يتعاطى الشعوذة اسمه حسين الشامي وتارة الموسوي الى رئيس جامعة، والنماذج من هذا النوع لا تعد ولا تحصى وتحتاج الى مجلد ضخم بالاسماء والوقائع يعمل على اعداده الان عدد من الخيرين ليكون كتابا أسود يفضح الفاسدين والمزورين واللصوص الذين جاء بهم الاحتلال الامريكي ونوري المالكي ومكنهّم من احتلال مناصب وشغل مواقع وتحصيل امتيازات ومنافع لم يكونوا يحلمون بها، بينما تم استبعاد الاف العلماء والاكاديميين والاطباء والضباط والخبراء بالاجتثاث والملاحقات والتنكيل والتقتيل.
والحقيقة ان المالكي في كلامه هذه المرة كان صادقا مع نفسه ومع الآخرين، وواضح انه لم يقدرعلى ضبط مواقفه الطائفية ولم يستطع تهدئة مشاعره البغيضة ضد السنة العرب في العراق، فهذا الكائن الخرافي مستعد للانبطاح تحت اقدام كل قوى الشر في العالم والتعاون مع جميع الابالسة والشياطين للايقاع بالسنة العرب بأي شكل من الاشكال، لذلك نراه لا يترك وسيلة الا واستخدمها للتحريض عليهم والتربص بهم، وعقدته ان السنة العرب بناة دولة شادوها بالدم والتضحيات ونجحت في التصدي لاسياده العجم وكسر شوكتهم وتأديب قادتهم في عهد الطاووس البهلوي والملا الخميني، والاخير إعترف علنا بان العراقيين اجبروه على تجرع السم في عام 1988، من هنا فان المالكي يعرف تماما ان التحدي الاخطر الذي يواجهه اليوم وغدا وبعد غد يكمن في نهوض السنة العرب باعتبارهم القوة الوحيدة القادرة على تقويض سلطته والاجهاز على مشاريعه والقضاء على حزبه (الدعوة) لذلك فهو يعتقد بان اعتقال مئات الضباط والعسكريين السابقين (بلغ عدد المعتقلين حتى الاسبوع الاول من الشهر الحالي 1900 ضابط) ومطاردة الالاف من البعثيين والقوميين والوطنيين من الشيعة العرب قد يمنع الانقلاب عليه وهو انقلاب باتت ملامحه تتضح شيئا فشيئا ويسهم هو بسياساته الرعناء واجراءاته الخرقاء في تقريب موعده، دون ان يدرك ان الانقلاب عليه اصبح ضرورة حتمية وفريضة شرعية وواجبا وطنيا ومسؤولية قومية، ولعل القضية التي ثبت ان المالكي لا يفهمها بسبب سذاجته وغبائه ان السنة العرب لم يعد امامهم طريق غير تدبير إنقلاب عليه لابعاده عن المشهد السياسي باي وسيلة خصوصا وانه اوقع نفسه عن عمد أعمى وثأرية طائفية في مستنقع الدم ضد كل عراقي مقاوم للاحتلال ومعارض لحكومته، لذا فانه من الطبيعي ان يعيش في رعب نفسي وجزع شخصي من الانتقام الشرعي الذي ينتظره، واليكم القصة التالية وشهودها أحياء يرزقون ومفادها ان رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بعث اليه خطابا رسميا منتصف الشهر الماضي قال فيه ان غالبية اعضاء المجلس تريد استجوابه للاطلاع على تصوراته عن الاوضاع الداخلية في العراق خلال المرحلة المقبلة التي تعقب انسحاب قوات الاحتلال وانه اي النجيفي غيّر صيغة الاستجواب الى (استضافة) تقديرا له واحتراما لمكانته ويدعوه الى تحديد يوم للحضور ومواجهة النواب.
وبدلا من تحديد يوم لـ(استضافة دولته) واللقاء مع اعضاء البرلمان أوفد المالكي مساعده حسن السنيد رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب الى النجيفي يقول له ان دولة رئيس الوزراء لديه معلومات استخبارية مؤكدة تفيد بان محاولة لاغتياله ستتم في مجلس النواب عندما يحضر اليه، وذهب النجيفي اليه في مكتبه وقال له انه سيعقد جلسة عادية لمجلس النواب برئاسة نائبه قصي السهيل ودون اعلان عن حضور رئيس الحكومة ويأتي اليه في مكتبه ويصحبه الى المجلس (رجلي على رجلك) فرد عليه المالكي: هذا يعني انا وانت (نروح فيها) أجِّل الموضوع أحسن، علما بان المسافة بين مكتبه الرسمي ومبنى البرلمان لا تتجاوز غير مئة متر بالتمام! وعاد النجيفي من عنده بخفي حنين.
ان هاجس الانقلاب الذي يعيشه المالكي تحول الى حقيقة في داخله، تقض مضاجعه هذه الايام وبات لا يدري من اين ستأتيه الضربة، في منزله او مكتبه او في حضوره الى مجلس النواب، لذلك الغى مراسم العزاء على الحسين عليه السلام في محرم الحالي وهو الذي دأب على اقامتها في قصره بالمنطقة الخضراء منذ عام 2005 عندما كان يلبس كل ليلة (دشداشة) سوداء ويجلس يذرف الدموع صدقا أم إدعاء وهو يستمع الى حكايات خرافية يرويها (القصخون- الحكواتي) عبدالحليم الزهيري.
والسؤال الذي جثم على صدور أتباع المالكي وازلامه وهم يلمسون قلقه وخوفه من الانقلاب دون ان يجدوا جوابا شافيا له هو: ما دام (دولته) يملك معلومات مؤكدة عن الانقلاب القادم عليه فلماذا لا يتسع التحقيق والمتابعة والامسال بخيوط (المؤامرة) واجهاضها وهي في بدايتها؟ ويأتي الجواب من المالكي نفسه لا غيره، انه الان بلا غطاء امريكي كان يحميه من محاولات الانقلاب والاغتيال عبر المعلومات المخابراتية والاستشعارعن بعد لاحباط أي تحرك معاد له ومن خلال الطائرات الامريكية التي كانت تجوب سماء العراق في كل ثانية ودقيقة وتوجه ضربات استباقية للمتأمرين عليه، حسب وصفه، ونقلا عن نائبه الكردي روز نوري شاويس انه سأله ذات مرة لماذا لا تمنح الحصانة للجنود والمدربين الامريكان ولو لسنة واحدة حتى ترتب اجهزة المخابرات والدفاع الجوي؟ فرد عليه المالكي بعصبية والله كاكا ألف حصانة ما تفيد، بمئة الف جندي امريكي ما دبَّرنا شيئا!
الانقلاب على المالكي قادم لا شك فيه، ولا يحتاج الى دبابات ولا الوية وافواج وانما حشد من الفدائيين والمغاويرالنشامى وهم بحمد الله كثرة كاثرة ينتظرون الاشارة، يقتحمون المنطقة الخضراء وينقضون عليه وعلى حاشيته خصوصا وان اغلب مساعديه ومستشاريه وحراسه معوقون في سيقانهم وارجلهم ولا يقوون على الفرار والهرب واصطيادهم اسهل من صيد دجاجة، وعلى نفسه جنى ابن طويريج، واللبيب من الاشارة يفهم.
ومما قاله المالكي في ذلك الاجتماع وهو يرد على أحد المتحدثين من القائمة العراقية الذي طالبه باحترام توقيعه على تلك الاتفاقية على الاقل وينفذ ما جاء فيها وخصوصا بند التوازن الوطني، ان المسألة ليست التزاما بالتوقيع وانما هي أخطر، نعم انا وقعت على الاتفاقية ـ قالها المالكي بصوت عال ـ ولكني اكتشفت لاحقا ان بند التوازن الوطني فيها يعني عودة السنة العرب الى السلطة والحكم من جديد، ومما قاله ايضا وهو في حالة تشف وانتشاء لقد راحت عليكم ايها السنة العرب فقد وقعتم في خطأ معارضة الاحتلال الامريكي وقدتم المقاومة ضد العملية السياسية منذ البداية وخرجتم من الباب والآن تريدون العودة من الشباك.!
ودُهش المجتمعون من كلام المالكي الذي يصف نفسه برجل الدولة تارة والمجاهد والمدافع عن (المظلومين) تارة اخرى، وحاول طالباني إضفاء جو من المرح وتخيف التوتر الذي ساد الاجتماع وقال ان دولة رئيس الوزراء (يتشاقى) أي يمزح، ويبدو ان التعليق لم يعجب المالكي الذي قال بحدة، لا لا أمزح هذا رأيي وموقفي.
وبند التوازن الوطني الذي تم اقراره في اتفاقية اربيل يعني احداث تغييرات جوهرية في سلم الملاكات والدرجات الوظيفية في جميع الدوائر الحكومية والوزارات بعد ان ملأها المالكي وقبله ابراهيم الجعفري بالاميين والمتخلفين والمعتوهين واقصى منها الاكفاء والمبدعين بحيث بات البائع المتجول في ارصفة حي السيدة زينب والجزار (القصاب) السابق في الكويت كاطع الركابي مديرا عاما للمراسم والتشريفات في ديوان مجلس الوزراء، واصبح الملازم الاول أشرف زاجي الذي خان وطنه وهرب الى ايران عام 1982 فريقا أول ويشغل منصب المفتش العام لوزارة الدفاع، وصارعدنان الاسدي وهو في الاصل مضمد صحي وكيلا أقدم لوزارة الداخلية، وتحول ملا خرف يتعاطى الشعوذة اسمه حسين الشامي وتارة الموسوي الى رئيس جامعة، والنماذج من هذا النوع لا تعد ولا تحصى وتحتاج الى مجلد ضخم بالاسماء والوقائع يعمل على اعداده الان عدد من الخيرين ليكون كتابا أسود يفضح الفاسدين والمزورين واللصوص الذين جاء بهم الاحتلال الامريكي ونوري المالكي ومكنهّم من احتلال مناصب وشغل مواقع وتحصيل امتيازات ومنافع لم يكونوا يحلمون بها، بينما تم استبعاد الاف العلماء والاكاديميين والاطباء والضباط والخبراء بالاجتثاث والملاحقات والتنكيل والتقتيل.
والحقيقة ان المالكي في كلامه هذه المرة كان صادقا مع نفسه ومع الآخرين، وواضح انه لم يقدرعلى ضبط مواقفه الطائفية ولم يستطع تهدئة مشاعره البغيضة ضد السنة العرب في العراق، فهذا الكائن الخرافي مستعد للانبطاح تحت اقدام كل قوى الشر في العالم والتعاون مع جميع الابالسة والشياطين للايقاع بالسنة العرب بأي شكل من الاشكال، لذلك نراه لا يترك وسيلة الا واستخدمها للتحريض عليهم والتربص بهم، وعقدته ان السنة العرب بناة دولة شادوها بالدم والتضحيات ونجحت في التصدي لاسياده العجم وكسر شوكتهم وتأديب قادتهم في عهد الطاووس البهلوي والملا الخميني، والاخير إعترف علنا بان العراقيين اجبروه على تجرع السم في عام 1988، من هنا فان المالكي يعرف تماما ان التحدي الاخطر الذي يواجهه اليوم وغدا وبعد غد يكمن في نهوض السنة العرب باعتبارهم القوة الوحيدة القادرة على تقويض سلطته والاجهاز على مشاريعه والقضاء على حزبه (الدعوة) لذلك فهو يعتقد بان اعتقال مئات الضباط والعسكريين السابقين (بلغ عدد المعتقلين حتى الاسبوع الاول من الشهر الحالي 1900 ضابط) ومطاردة الالاف من البعثيين والقوميين والوطنيين من الشيعة العرب قد يمنع الانقلاب عليه وهو انقلاب باتت ملامحه تتضح شيئا فشيئا ويسهم هو بسياساته الرعناء واجراءاته الخرقاء في تقريب موعده، دون ان يدرك ان الانقلاب عليه اصبح ضرورة حتمية وفريضة شرعية وواجبا وطنيا ومسؤولية قومية، ولعل القضية التي ثبت ان المالكي لا يفهمها بسبب سذاجته وغبائه ان السنة العرب لم يعد امامهم طريق غير تدبير إنقلاب عليه لابعاده عن المشهد السياسي باي وسيلة خصوصا وانه اوقع نفسه عن عمد أعمى وثأرية طائفية في مستنقع الدم ضد كل عراقي مقاوم للاحتلال ومعارض لحكومته، لذا فانه من الطبيعي ان يعيش في رعب نفسي وجزع شخصي من الانتقام الشرعي الذي ينتظره، واليكم القصة التالية وشهودها أحياء يرزقون ومفادها ان رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بعث اليه خطابا رسميا منتصف الشهر الماضي قال فيه ان غالبية اعضاء المجلس تريد استجوابه للاطلاع على تصوراته عن الاوضاع الداخلية في العراق خلال المرحلة المقبلة التي تعقب انسحاب قوات الاحتلال وانه اي النجيفي غيّر صيغة الاستجواب الى (استضافة) تقديرا له واحتراما لمكانته ويدعوه الى تحديد يوم للحضور ومواجهة النواب.
وبدلا من تحديد يوم لـ(استضافة دولته) واللقاء مع اعضاء البرلمان أوفد المالكي مساعده حسن السنيد رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب الى النجيفي يقول له ان دولة رئيس الوزراء لديه معلومات استخبارية مؤكدة تفيد بان محاولة لاغتياله ستتم في مجلس النواب عندما يحضر اليه، وذهب النجيفي اليه في مكتبه وقال له انه سيعقد جلسة عادية لمجلس النواب برئاسة نائبه قصي السهيل ودون اعلان عن حضور رئيس الحكومة ويأتي اليه في مكتبه ويصحبه الى المجلس (رجلي على رجلك) فرد عليه المالكي: هذا يعني انا وانت (نروح فيها) أجِّل الموضوع أحسن، علما بان المسافة بين مكتبه الرسمي ومبنى البرلمان لا تتجاوز غير مئة متر بالتمام! وعاد النجيفي من عنده بخفي حنين.
ان هاجس الانقلاب الذي يعيشه المالكي تحول الى حقيقة في داخله، تقض مضاجعه هذه الايام وبات لا يدري من اين ستأتيه الضربة، في منزله او مكتبه او في حضوره الى مجلس النواب، لذلك الغى مراسم العزاء على الحسين عليه السلام في محرم الحالي وهو الذي دأب على اقامتها في قصره بالمنطقة الخضراء منذ عام 2005 عندما كان يلبس كل ليلة (دشداشة) سوداء ويجلس يذرف الدموع صدقا أم إدعاء وهو يستمع الى حكايات خرافية يرويها (القصخون- الحكواتي) عبدالحليم الزهيري.
والسؤال الذي جثم على صدور أتباع المالكي وازلامه وهم يلمسون قلقه وخوفه من الانقلاب دون ان يجدوا جوابا شافيا له هو: ما دام (دولته) يملك معلومات مؤكدة عن الانقلاب القادم عليه فلماذا لا يتسع التحقيق والمتابعة والامسال بخيوط (المؤامرة) واجهاضها وهي في بدايتها؟ ويأتي الجواب من المالكي نفسه لا غيره، انه الان بلا غطاء امريكي كان يحميه من محاولات الانقلاب والاغتيال عبر المعلومات المخابراتية والاستشعارعن بعد لاحباط أي تحرك معاد له ومن خلال الطائرات الامريكية التي كانت تجوب سماء العراق في كل ثانية ودقيقة وتوجه ضربات استباقية للمتأمرين عليه، حسب وصفه، ونقلا عن نائبه الكردي روز نوري شاويس انه سأله ذات مرة لماذا لا تمنح الحصانة للجنود والمدربين الامريكان ولو لسنة واحدة حتى ترتب اجهزة المخابرات والدفاع الجوي؟ فرد عليه المالكي بعصبية والله كاكا ألف حصانة ما تفيد، بمئة الف جندي امريكي ما دبَّرنا شيئا!
الانقلاب على المالكي قادم لا شك فيه، ولا يحتاج الى دبابات ولا الوية وافواج وانما حشد من الفدائيين والمغاويرالنشامى وهم بحمد الله كثرة كاثرة ينتظرون الاشارة، يقتحمون المنطقة الخضراء وينقضون عليه وعلى حاشيته خصوصا وان اغلب مساعديه ومستشاريه وحراسه معوقون في سيقانهم وارجلهم ولا يقوون على الفرار والهرب واصطيادهم اسهل من صيد دجاجة، وعلى نفسه جنى ابن طويريج، واللبيب من الاشارة يفهم.
هناك 7 تعليقات:
العميد ( العبيدي )
اتمنى من الاحرار في العراق وخاصه ممن لم يتجاوزو الثلاثون ربيعآ من عمرهم ان يطلعو على الكيفيه في تنفيذ الثورات في العراق وآخرها ثورة 17-30 تموز عام 1968 ليتيقنو ان غدآ لناظره لقريب فاصرارنا وعزيمتنا تتضاعف يومآ بعد يوم وسيكون احتفالنا بذلك اليوم الخالد انشاء الله كما كان بيوم النصر العظيم وفي ساحة الاحتفالات بعونه تعالى
يومها سيكون للعالم مشاهده لذلك وسنكون عند حسن ظن المؤمنين الصابرين بعونه تعالى قوله تعالى
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
كم ننتظر ذلك اليوم الذي نرى فيه المالكي يحاكم ومحاكمة عادلة ليست كما فعلوها مع تاج رؤوسهم اننا نصبر وان الله مع الصابرين فقد طال الظلم وساد الظلام ولابد ان ينجلي مع بزوغ فجر يعمي عيون المجرم واعوانه
لا شك ولا خلاف بان كل ما تم صياغته اثناء الاحتلال باطل وخطأ جسيم ابتدءا من الدستور والى قانون الانتخابات اللذي يسوده الكثير من الثغرات المفتعله فان ما حصل لا يعبر عن رأي الشعب العراقي بكل مكوناته وطيافه ابدا .
برائي ان مشاركة الاحزاب السنية والسنه منهم براء اعطت الغطاء القانوني لما تسمى بالاحزاب الشيعيه والشيعه منهم براء فكل احزاب الحكومة طائفيه للاسف ولها اجندات خارجيه وشخصيه وبذلك هم حكمو على نفسهم بالزوال السريه باذن الله لانهم نسو او تناسو تاريخ العراق الحديث والحكومات المتلاحقه اللتي بنت قوتها على اساس عدم التفرقه الطائفيه ولذلك فان الشعب العراقي بكل اطيافه يحن لشخصيات تلك الحكومات بالسر والعلن . شئنا ام ابينا ان الشعب العراقي باغلبيته الساحقه شعب مثقف دارك ومتعايش ولا يفرق بين اي طائفه او مذهب وان ما يحصل الان هو لهدم هاذه الروح والنسيج الرائع والدليل على ذلك لم يفلحو باشعال حرب طائفيه بمعنى الحرب عام 2006 ولن يفلحو باذن الله بهمة العراقيين الاغلب المتكاتفين والنابذين لاي شئ اسمه فرقه طائفيه فهو السلاح الاهم والاقوى والاسرع حاليا لمجابهة كل التهديدات الخاجيه والداخليه للخلاص والعوده بالعراق العظيم المختطف من قبل ما تسمى بالاحزاب السياسيه الوهميه . الف تحيه لكل عراقي اصيل لم تنطلي عليه لعبة الطائفيه وبقى ولائه لعراقنا الحبيب ويحيا العراق وسيعود باذن الله بلدا امنا نظيفا شامخا بهمة ابنائه بدون استثناء . فيا اخوتي بالعراق والعهد بيكم باذن الله ان كنا نريد الخلاص يجب ان نرى نفسنا اين نحن الان وما يجب فعله فعلا لمعالجة الجروح اللتي جرحونا ويجرحونا بها كل يوم وان نبدأ بنشر اواصر المحبه والالفه والتلاحم بين ابناء الشعب بكل اطيافه لتكون القلعه والمنطلق لتحرير العراق والشعب العراقي الاسير بيد هؤلاء الغرباء
الاستاذ الفاضل المحترم مصطفى كامل تحياتي و سلامي. مع كل الاحترام و المحبة و التقدير لأستاذنا الكبير و لشيخ من شيوخ الصحافة العراقية و العمل القومي المخلص الابي الاصيل الاستاذ هارون محمد ، ما كنت لأتمنى أن أعلق بغير الاعجاب بكل حرف مما تكتب قمة كهذه لولا أن نازعتني فكرة الاخلاص للرجل و لقضيتنا العراقية و للقراء و يقيني أنه و أنتم تفضلون الصدق على الاطراء. لا أظن من المناسب أن نقدنا للسيد المالكي و عصابته الطائفية مهما كبر و تقييمنا السيء لتوجهاتهم الخيانية و الاجرامية يسمح لنا أن نستخف بقوتهم ، لأني أعتقد أننا بذلك إنما نلحق ضرراً بجماهيرنا بأكثر مما نلحقه بالسيد المالكي و رهطه الفاسد المجرم. ذلك أننا سنشيع لديهم تقييما غير واقعي لقوة المالكي و عصابته. السيد المالكي لا يشبه اليوم في قوته قوة و خبثه أياً من حكام العراق من ايام العهد الملكي و القاسمي و العارفي و لا حتى حكم البعث في عهديه الاول او الثاني الذي انتهى عام 2003. لا أحسب أن استاذنا و شيخنا الاستاذ هارون محمد يخفى عليه حجم الدعم الايراني الظاهر و الخفي و الدعم الكردي و الصدري و البطني لهذا المجرم و حجم و مقدار و نوع رفض هؤلاء و من قبلهم و من بعدهم الامريكان و طبيعة مقاومتهم لأي إنقلاب من هذا النوع. إن كان أستاذنا هارون يراهن هذه المرة على ضوء اخضر امريكي لمثل هذه المسألة فأقول له يا سيدي صحيح أن السياسة متقلبة لكنها و كما لا يخفى عليه مبنية على اسس و حسابات و ليست على قضايا مزاجية. الامريكان حين شنوا حرب عام 2003 على العراق لم يستهدفوا في حربهم تلك نظام الرئيس القائد الشهيد صدام حسين أو حزب البعث كما أذاعوا ذلك في بروبوغندا حربهم بل و حتى لم يستهدفوا العراق لذاته أو فقط طمعاً في نفطه و لكنهم شنوها لأستهدافهم العروبة و الاسلام العروبي من خلال العراق. ذلك الاسلام الذي يمجد تاريخه العربي و يفخر به و بإنجازاته ، و فتحوا الباب لضباع الارض لتنهش به و في مقدمتها الضبع الايراني و الضبع الصهيوني. الامريكان بعد 11 سبتمبر و ربما من قبل ذلك و منذ انتهاء الحرب الباردة بل و ربما قبل ذلك بزمن طويل لديهم صراع عميق مع العروبة و الاسلام العروبي و لكنه كان صراعاً مؤجلاً بفعل ظروف الحرب الباردة و ما ان انتهت حتى برز ذلك العداء إلى المقدمة و نجد ملامحه واضحة في نظرية صراع الحضارات لهنتغتون و التي ظهرت عام 1992. لقد كان وولفويتز من أوائل الذين طرحوا على السيد كلنتون شن حرب على العراق منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي و كرر ذلك في رسالة مشتركة مع مجموعة من اليمينيين عام 1998 و هذا ليس بسبب مشكلة خاصة لديهم مع صدام حسين فقط و لكنه بسبب منهج صدام حسين و أيضاً بسبب موقف خاص لديهم من العروبة و الاسلام العروبي. و هكذا هم لم يبالوا لاستفادة ايران من ضربهم للعراق ما دامت هي تتحمل عنهم مهمة تهديد عرب الخليج من دون ان تؤثر على مصالحهم. و على هذا الاساس لم يهتم اوبا و لا ادارته لذهاب الحكومات الصديقة لهم في البلاد العربية ما دام هناك احتمال مدعوم بعمل لايقاع شعوب هذه البلدان في الفوضى تحت مسمى مخاض صنع التغيير الذي تريده امريكا طرياً مسالماً خانعاً. أتمنى أن لايكون تعليقي قد أزع أحداً مع محبتي و تقديري للجميع
الاستاذ الفاضل المحترم مصطفى كامل تحياتي و سلامي و تتمة لتعليقي حول موضوع استاذنا الكبير هارون محمد الذي نحبه و نجله أقول:
ما دفعني الى الافتراض ان استاذنا هارون محمد ربما يكون قد عول على ضوء اخضر امريكي في المسألة هو ما تفضل به أكثر من مرة من خلال مقالات سابقة له عبر فترات متباعدة. مرة افترض استاذنا هارون أن مثل هذا الانقلاب يمكن أن يأتي على يد الفريق رعد الحمداني عندما كان يذهب و يأتي من عمان الى بغداد و ما اشيع عن اعطائه منصب او مكانة في المنطقة الخضراء. ثم تحدث مرة اخرى عن احتمال انقلاب يأتي على يد السيد عبد التواب ملا حويش وزير التصنيع السابق و اتصلات الامريكان به. و أثبتت الايام أن لا هذه و لا تلك كانت توقعات صحيحة. إن الامريكان لو أرادوا إجراء أي تصحيح للاوضاع فان ذلك يستلزم ان يقتنعوا أنها على الطريق الخطأ و انها على الطريق الخطأ لانها تضر بمصالحهم هم و ليس لانها لا تعجبنا و تحدث مشاكل بين العراقيين. الامريكان حتى في عام 2006 و 2007 الذي كان أسوأ أعوامهم في العراق لم يفكروا بهذا الاتجاه و لو فكروا حينها او فيما تلاها من أشهر و سنوات لكان من الاسهل عليهم تنفيذها في وقتها و كان ابو حمزة صديقهم جاهز و موجود. في عام 2010 أشاعوا مثل هذا التصور قبيل الانتخابات و دفعوا الناس للمشاركة و حاولوا التقليل من حجم التزوير و الخروقات فيها قدر الامكان و لما حصل ابو حمزة على المرتبة الاولى و ارتفع سقف التوقعات و الاحلام بالتغيير خرج ابو اسراء غاضباً و بعد ان قبض الامريكان و اوباما المعركة الاعلامية في العراق أعطي ابو حمزة مجموعة من القنافذ و الوعود العائمة ليسرح بها في البرية ثم ضغطوا عليه ليكون هادي و سوفت و جنتل و لا يزكط حين لصق المالكي الطابع على ظهره و ارسله الى الهواء الطلق بعد أن عقدت ايران القران بين الصدر و المالكي في قم المقدسة. حكام الخليج العربي و هم عبيد اصلاء للامريكان صاروا يتوسلون اسرائيل لتتوسط لهم لدى الامريكان و تقنعهم بالتحرك ضدها مباشرة او في العراق أو في لبنان بعدما يأسوا هم من ذلك و الامريكان و الاسرائيليون يضحكون ملء شدقيهم و هم يرون هذا الارتعاب و الذل العربي و تحقق أهدافهم عن طريق العصا الايرانية التي هم لا مشكلة حقيقية لديهم معها. محبتي و تقديري للجميع و اعتذر عن الاسهاب و الاطالة التي هي خصلة فينا نحن الهواة و ربما المتطفلين على عالم الكتابة و الصحافة.
ابن طويريج لايزال العميل المفضل لدى الامريكان والايرانيين فهو بحق الاكثر نذالة ودونية وولاء واجراما من عيره , لكن ذلك قد يتغير اذا وجد اسياده انفسهم في موقف صعب يتطلب تغيير العميل باخر يخدم المرحلة .حتى اللحظة سيستمرون في دعمه حتى يحقق "انتصاره" او "انتحاره" بنفسه ثم يقومون بالانقلاب .العراقيون الاحرار لن يقوموا يانقلاب بل بثورة والثورة قائمة ولن تتوقف حتى يسقط نوري العجمي وكل شركائه في العملية السياسية الاجرامية التي جاء بها الاحتلال.
ومنصورين بعون الله
كبيرة ان يتحول السياسي او المفكر بين ليلة وضحها من فكر آمن به ودعى اليه الى نقيضه بالكامل ، قد يدعي البعض ان فساد الحال وتداخل المواقف افرزت حاجات لم تكن قائمة ، وهذه يمكن ان تقبل لمن لا وعي ولا اداركا له ، ولكن ان يتحول الواعي وبوعيه الى النقيض فهذا يجبرنا بتلمس كل حرف او كلمة كنبها او نطقها سابقا واليوم ولاحقا ، غريب جدا ان نجد القومي العربي والناشط في سبيلها ينتقل ليكيف مواقفه السياسية وفقا لما اقره المحتل الامريكي ، وليتحدث بسنية هذا الطرف وشيعية ذاك الطرف ، وحقيقة اكثر ما ازعجنا هو وصفه لانتصار العراق الحاسم والجازم على عدوان ايران بالانتصار السني، يوم كان لا توجد على ارض العراق مثل هذه التصنيفات ، ويوم كان ابن الوسط يقاتل بذات الروحية التي يقاتل بها ابن السمال ، وكذا ابن الجنوب والغربية ، العراق بكل طيفه وتحت قيادة الهمام المجيد صدام قاتل ايران الغل والحقد على العراق والامة وان ادعت موالاتها لهذا المذهب وحقدها على ذلك المذهب ، لاننا وطنيون عراقيون نعرف ان الطغمة الحاكمة في ايران ومنذ زوال حكمهم ،لا دين لها ولا مذهب بقدر ما هو سعيهم لاعادة امجاد امبراطوريتهم المجوسية التي أفلت على يد الاسلام والتي كان للعراق شرف انطلافتها منه وتصديه له ، لم نغيير المالكي ان كنا نعزف على ذات اللحن ، لحن الطائفية المقيت ، اذن الموضوع خرج عن اطار مصلحة الوطن لان الوطن يعني كل ابناءه ومن كل طيفه بلا استثناء ، فكيف لنا ان ننهى عن شيء ونحن نسعى له ، من ينظر الى مصلحته وما يمثل نقول ، كفانا العراق لا يمكن ان يكون مشاعا لهذه الفئة او تلك ، من يناضل من اجل العراق وما يمثله من ألق مباديء وروح حب للانسان وتعميق حضور الالفةوالفعل الجمعي على مستوى كامل الفعاليات فحياه الله ، ومن اراد ان يحتكر السلطة وينتزع الكعكه له وما يمثل كما سبقه لها من تآمر وتعاون مع الاحتلال ، فان حضوره بهذا الوصف والهدف مرفوض جملة وتفصيلا وننصحة بطرق ابواب اصحاب هذه المشاريع والتي سيجد الدور قد امتد طولا على امل ان يحد له فيه مكان ، ويبقى العراق للعراقين من زاخو الى جنوب الكويت .
إرسال تعليق