هكذا يقول روس كابوتي، وهو جندي من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) معتذراً عن الفظائع التي ارتكبها جيش العدو الأميركي في مدينة الفلوجة الباسلة، كاشفاً الأكاذيب التي رددها المحتلون في كل حرب يخوضونها، وكان آخرها مارددوه في غزوهم للعراق واحتلاله.
آسف على الدور الذي لعبته في الفلوجة
روس كابوتي
«مرت 7 سنوات على نهاية الحصار الثاني على الفلوجة، ذلك الهجوم الأميركي ترك المدينة في حالة خراب، وأسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد مئات الآلاف الآخرين. وذلك الاعتداء دمر جيلا بأكمله وأصابهم بالسرطانات وأصاب أطفالهم بتشوهات خلقية».
مرت سنوات عديدة، لكن لا تزال هناك أكاذيب ومعتقدات خاطئة بشأن ما قمنا به، ولا يزال قدامى المحاربين الأميركيين الذين قاتلوا هناك لا يعرفون من كانوا يقاتلونهم ولماذا كانوا يشنون ذلك الهجوم.
مرت سنوات عديدة، لكن لا تزال هناك أكاذيب ومعتقدات خاطئة بشأن ما قمنا به، ولا يزال قدامى المحاربين الأميركيين الذين قاتلوا هناك لا يعرفون من كانوا يقاتلونهم ولماذا كانوا يشنون ذلك الهجوم.
أعلم ذلك لأنني كنت واحدا من أولئك المحاربين القدامى، كان أهالي الفلوجة في نظر الكثير من زملائي إرهابيين، لكنني كنت أعلم أننا نحن المعتدين وأن رجال المقاومة في الفلوجة لا يقومون إلا بالدفاع عن مدينتهم.
وتمثل هذه الأيام أيضا الذكرى السنوية السابعة لمقتل اثنين من أصدقائي المقربين اللذين قتلا خلال ذلك الحصار، ولم يكن موتهما بطوليا أو مجيدا بل أمرا مأساويا.. لكن غير ظالم!
كيف أحسد مقاومة أهالي الفلوجة لأنهم تسببوا في مقتل صديقي في الوقت الذي أعلم أنني كنت سأفعل الشيء نفسه لو كنت مكانهم؟ كيف يمكن أن ألومهم ونحن من قمنا بالاعتداء عليهم؟
كنت أحمل على ظهري جهاز اللاسلكي الذي أسقط القنابل التي قتلت أولئك المدنيين وحولت الفلوجة إلى حطام وخراب، ولو كنت من أهل المدينة لقتلت أي شخص معتدٍ ولن يكون أمامي وقتها أي خيار آخر، فمصير مدينتي وعائلتي يتوقف على ذلك وكنت سأقتل الغزاة الأجانب.
صديقاي كانا ضحيتين وجانيين في الوقت نفسه، فهم تعرضوا للقتل بعد أن قتلوا آخرين بسبب أجندة سياسية كانا فيها مجرد بيدقين يمثلان القبضة الحديدية للإمبراطورية الأميركية.
ولا أرى تناقضا في الشعور بالتعاطف مع قتلى قوات المارينز وأيضا مع أهالي الفلوجة، الذين سقطوا بنيران أسلحتهم، لكن التناقض حقا يكمن في الاعتقاد بأننا ذهبنا إلى هناك لتحرير العراقيين، والحقيقة هي أننا اضطهدنا حريات أهالي الفلوجة.
ولا أرى تناقضا في الشعور بالتعاطف مع قتلى قوات المارينز وأيضا مع أهالي الفلوجة، الذين سقطوا بنيران أسلحتهم، لكن التناقض حقا يكمن في الاعتقاد بأننا ذهبنا إلى هناك لتحرير العراقيين، والحقيقة هي أننا اضطهدنا حريات أهالي الفلوجة.
ويكمن التناقض أيضا في اعتقادنا أننا كنا أبطالا، في حين أن كلمة «بطل» لا علاقة لها بما ارتكبناه في الفلوجة.
إن ما فعلناه هناك لم يمكن بمقدورنا التراجع عنه، لكن في الوقت نفسه كانت لدي رغبة في الهجوم على الأكاذيب والمعتقدات الخاطئة وتدمير التحيزات والنعرات. كان علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا كنا سنفعل إذا غزا جيش أجنبي بلادنا وفرض حصارا على مدينتنا؟!
إنني أفهم السيكولوجية التي دفعت المعتدين لإلقاء اللوم على ضحاياهم. وأفهم المبررات التي سقناها، كما أفهم الدافع الذي جعلنا نكره من قتلوا شخصا عزيزا عليك، لكن لا يعني ذلك كله تجاهل الحقيقة الأخلاقية الموضوعية التي تقول: لا يمكن أبداً لمهاجمين إلقاء اللوم على ضحاياهم لأنهم يدافعون عن أنفسهم.
تلك الأخلاق المشوهة نفسها تم استخدامها لتبرير الهجمات ضد الأميركيين الأصليين والفيتناميين والسلفادوريين والأفغان. هذا تكرار للقصة نفسها، فكل هؤلاء البشر تعرضوا للإهانة ونزع الآدمية، وقد شرع الله لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم، لكن في المقابل تم تصوير مقاومتهم على أنها إرهاب.
وقد حفظ التاريخ هذه الأكاذيب، وجعل منها أمرا عاديا ورسخها في ثقافتنا لدرجة أن المقاومة المشروعة ضد العدوان الأميركي باتت أمرا غير مفهوم بالنسبة للكثيرين.
لقد اعتبر التاريخ أن المقاتل الأميركي بطل، وأن أي شخص يقاتله هو شخص سيئ، وبذلك اختلطت أدوار المعتدين والمدافعين، وأدوار من يتحلون بالأخلاق ومن يفتقدونها.
لا يمكنني تخيل خطوة ضرورية نحو العدل أفضل من وضع حد لهذه الأكاذيب وتحقيق بعض الشفافية الأخلاقية في هذا الأمر. لا أرى أن هناك قضية أكثر أهمية من إدراك الفرق بين العدوان والدفاع عن النفس.. لا يمكنني كراهية أو لوم أهالي الفلوجة على كفاحهم ضدنا، إنني آسف بشدة على الدور الذي لعبته في حصار الفلوجة الثاني، ويحدوني أمل أن يأتي اليوم الذي يفوز فيه جميع العراقيون ويحصدوا ثمار نضالهم».
ملاحظتان:
- للاطلاع على تفاصيل إضافية بشأن كابوتي يرجى مراجعة غار عشتار هنا
هناك 9 تعليقات:
Lee treated high-value U.S. prisoners that included Saddam Hussein. He visited the deposed dictator twice to treat a sore wrist. Lee described Hussein as an educated, pleasant man who spoke decent English — but probably understood more than he let on.
The worst moments came during the Fallujah offensive as exhausted medics tried to save badly wounded Marines.
"We're seeing death in front of us," he said. "We kept absorbing it until it wasn't healthy. Some stopped eating. Some cried. I would lock myself in my room. I couldn't get hold of this feeling of despair."
Then, in September 2004, Lee made the mistake that changed his life.
Read more: http://www.foxnews.com/us/2011/12/22/doc-wounded-in-iraq-speaks-out-about-combat-trauma/#ixzz1i0gqgedm
لطبيب الامريكي الذي عالج الرئيس الراحل صدام حسين مرتين بالسجن .. نشاهد جرحانا في معركة الفلوجة ولا نستطيع انقاذهم
http://www.alrasheednet.com/readNews.php?id=9644
من المحزن أن جهود ودماء المقاومة العراقية في حربي الفلوجة الأولى والثانية،ضد الاحتلال الامريكي استثمرها منتفعون وإنتهازيون، والكثير منهم شريك في العملية السياسية المتعفنة،واليوم الخوف من ان تذهب دماء وبطولات الثوار،لنفس الانتهازيون،أو يزيدون، وكل ذلك بسبب غياب الدور السياسي والتوافقي للمقاومة والثوار..
استشهد الابطال وقاتل الرجال واستثمر دماءهم الخونة......
طوبى لاهل الفلوجة
لذلك يجب على كل عراقي شريف قطع الطريق على الاحزاب لمنع تكرار نفس السيناريو
أنَّى لهم ذلك وهل يلدغ المرء من جحر مرتين هيهات لهم ولكل من تسول له نفسه ذلك.
هذا التذمر وبصرف النظر عن من صدر يؤكد الحقيقة الانسانية في رفض الظلم والتوق للحرية، وان كان للاخلاق الرسمية الامريكية ان وجدت أن تنكر هذه الحقائق اعتمادا على اعلام هائل جبار ، فان الشعوب والمحتين للانسان قي كل مكان على الرغم من تواضع امكاناتهم لما قياسا لما يمتلكه الطاغوت ، عليهم ان لا يتركوا سبيلا الا وولجوه لايصال الحقائق الى الشعب الامريكي والشعوب الغربية الاخرى التي وان وعت حقائق الاشياء الا ان وعيها لم يتجرد بالكامل من الروح الفوقية والسلوك الاستعلائي تجاه الاخرين . رحم الله شهداء العراق شهداء الانسانية المذبوحة بيد دعاة حماة الانسانية
وانا قرأت انه عمل حملة من اجل وقف تسليح المالكي والان كل نشاطه من اجل القضية
دائما الحق ينتصر ولو بعد حين
إرسال تعليق