موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الأوامر التنفيذية

الأوامر التنفيذية.. هي الأوامر التي يصدرها رئيس الولايات المتحدة الاميركية كرئيس للحكومة الفيدرالية بموجب صلاحياته. وفي بلدان أخرى تعرف هذه الأوامر بـ " الأوامر الادارية " أو المراسيم الملكية أو المراسيم الرئاسية... ونحن هنا لسنا بصدد تعريف " الاوامر التنفيذية " الاميركية قانونيا اوادارياً فهي شأن داخلي، ويستخدمها الرئيس الاميركي لقيادة بلاده، ولكننا سنتحدث عن "أوامر تنفيذية" من نوع آخر.


الأوامر التنفيذية


حسام محمد أمين
الأوامر التنفيذية..هي الأوامر التي يصدرها رئيس الولايات المتحدة الامريكية كرئيس للحكومة الفيدرالية الامريكية بموجب صلاحياته. وفي بلدان أخرى تعرف هذه الأوامر بـ " الأوامر الادارية " . أو المراسيم الملكية أو المراسيم الرئاسية...
ونحن هنا لسنا بصدد تعريف " الاوامر التنفيذية " الامريكية قانونيا اوادارياً فهي شأن داخلي يستخدمها الرئيس الامريكي لقيادة الدولة والمجتمع، لكننا نريد أن نعرف القارئ الكريم على رواية أخذت هذا الاسم " الأوامر التنفيذية " لمؤلفها " توم كلانسي" وبالانكليزية – The Executive Orders by Tom Clancy  .. والتي يبلغ عدد صفحاتها بحدود 1100 صفحة من القطع الصغير او بحدود 800 صفحة من القطع الكبير.  وهذه الرواية امتلأت بتفاصيل واحداث عجيبة غريبة تحقق الكثير منها وخصوصاً في العراق . والاغرب من ذلك ان المؤلف توم كلانسي كتب قبل هذه الرواية ثلاثة عشر رواية اخرى كانت جميعها ذات طابع استخباري وعلمي وسياسي تعكس قوة العلاقة الخاصة بينه وبين المخابرات المركزية الامريكية التي تقوم بإمداده بمعلومات تفصيلية دقيقة لكي يعطي الانطباع بهذا الدعم وان الهدف من وراء ذلك ليس دعم كلانسي أو رواياته لكي تفوز بالجوائز الاولى وتطبع بعدة ملايين من النسخ وإنما لأهداف خاصة بها لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى والمحللين والمتابعين للسياسة الامريكية الخارجية..
لقد قدر لي أن أقرأ هذه الرواية أثناء فترة اسري في سجن كروبر التي امتدت لثلاث سنوات حيث كان أحد المحققين "الخيرين" يزودني بروايات وقصص لمطالعتها وعلى مسؤوليته الشخصية لان الكتب والصحف والمجلات كانت ممنوعة علينا تماماً.
وقبل ان ندخل في شرح موجز عن الرواية من المهم جداً أن نؤكد أن تاريخ طبعها ونشرها كان في عام 1995 وأكرر عام 1995 لأن ما حصل بعد ذلك التاريخ يبدو وكانه استوحي واستلهم منها !! وأهم هذه الاشياء التي حدثت بالفعل وسبق ان ذكرتها الرواية عام 1995 هي  :
-        اغتيال الرئيس صدام حسين (وهذا ماحصل عام 2006 وإن كان بطريقة مختلفة).
-        استخدام طائرات الركاب المدنية في تدمير أبنية في الولايات المتحدة (وهذا ما حصل 9/2001 لتدمير برجي نيويورك).
-        استخدام العوامل البايلوجية للابادة الجماعية في امريكا ( وهذا ماحصل على نطاق محدود قبل اكثر من خمس سنوات من خلال ارسال طرود الرسائل الملوثة بالانثراكس بالبريد الى اشخاص وعناوين مهمة ).
-        اجتياح ايران للعراق واحتلاله واعلان الجمهورية العربية الاسلامية ( وهو واقع فعلياً الان على الرغم من الاحتلال الامريكي).
-        التهديد والعدوان العسكري الذي شنته الدولة الجديدة "الجمهورية الاسلامية المتحدة" ضد دول الخليج العربي والمطالبة بجعل مكة والمدينة تحت السيطرة الدولية ومن ثم التحرك الفعلي لاحتلال دول الخليج العربي كافة (وهذا لم يحدث بالشكل الكامل لحد الان الا ان بوادره واضحة للعيان)
ومن المحتمل احتواء هذه الرواية على احداث مستقبلية ربما ستقع لاحقاً !!.
تبدأ الرواية باغتيال الرئيس صدام حسين في ساحة الاحتفالات في بغداد اثناء تواجده هناك وسط الجماهير لاحياء ذكرى الانتصار على ايران يوم 8/8 ومنفذ عملية الاغتيال من المرافقين الذي كان يحمل أفكاراً اسلامية متطرفة ثم تبدا عملية سيطرة وتدخل ايران على الخط فورا وتسيطر على الحكم في العراق من خلال عدد من الضباط ورجال الدين الموالين لها وبمساعدة ودعم حزب الله اللبناني .
وبعد ذلك تقوم طائرة ركاب تعود للخطوط الجوية اليابانية بمهاجمة مبنى الكابيتول في امريكا وتقتل كل المجتمعين هناك ومن بينهم الرئيس الامريكي ونائبه ووزارءه واعضاء الكونغرس، الامر الذي يتسبب في فوضى كبيرة تفقد الحكومة الامريكية خلالها السيطرة على المجتمع تماما.
ويتضح بعد ذلك ان حزب الله اللبناني وبدفع من ايران هو الذي يقف وراء هذه العملية  ثم يقوم "رايان" رئيس المخابرات المركزية الامريكية بالسيطرة على مفاصل القيادة الامريكية ويستخدم صلاحيات الرئيس لاخراج امريكا من هذه الازمة التي رافقها أيضاً قيام ايران بنشر عوامل بايولوجية داخل امريكا قتلت  عشرات الألاف من الامريكان...
وبعد ذلك يتم الاعلان عن قيام "الجمهورية الاسلامية المتحدة" وهي نتيجة اتحاد شامل بين العراق وايران  وتسارع الجمهورية الوليدة الى توحيد الجيش العراقي مع الحرس الثوري الايراني والجيش الايراني، وبعد فترة يقوم هذا الجيش باجتياح الكويت والبحرين وقطر والامارات ومن ثم التوغل في السعودية على محور مكة المكرمة والمدينة المنورة بعد ان يتم السيطرة على منابع النفط العربي.
ثم يقوم الرئيس المؤقت "رايان" باصدار الاوامر التنفيذية للفرقة الامركية المحمولة جواً والتي كانت في مهمة تدريبية جنوب فلسطين المحتلة للتحرك لوقف الزحف الايراني حيث يجري نقل جنود هذه الفرقة ومعداتها بواسطة طائرات العال الاسرائيلية والخطوط الجوية الكويتية لوقف الزحف الايراني العراقي، ومن ثم يبدأ الانهيار والهزيمة العسكرية الايرانية بوصول تعزيزات امريكية وغربية كبيرة عن طريق الخليج العربي والبحر الاحمر على الرغم من قيام سفن وغواصات البحرية الهندية بفرض الحصار البحري على مدخل الخليج العربي في ضوء اتفاق سري بين قادة الجمهورية الاسلامية المتحدة والهند التي لها اطماع معروفة في الخليج العربي .
وبعد افشال  احتلال دول شبه الجزيرة العربية والتي يتشكل منها مجلس التعاون الخليجي ، يقوم الرئيس المؤقت "رايان" بتوجيه أسلحة القوة الجوية الامريكية وصواريخ كروز على الاهداف العسكرية المهمة في داخل ايران ومنها مقر الرئيس الايراني الذي يقتل في احدى هذه الغارات. ثم ينتهي القصف الصاروخي والجوي  بعملية انزال  مظلي امريكي على مطار طهران واحتلاله ومن ثم اسقاط نظام الملالي  ..
وتنتهي الرواية ... ولكن كثيراً من التساؤلات لاتنتهي، بعد ان يفرغ القارئ من مطالعتها بالكامل وخصوصاً القارئ العراقي ... ومن هذه الاسئلة تلك التي ذكرتها في بداية مقالتي واخرى غيرها كثير منها على سبيل المثال لا الحصر وصف المؤلف لشوارع بغداد ومحلاتها وكأنه عاش فيها .. ومنها استخدام نادي الصيد العراقي لعقد الاجتماعات بين أركان النظام العراقي الذين استسلموا وبين الايرانييين الذي احتلوا العراق (وهذا ماحصل بالفعل ولكن بين المحتل الامريكي والمستسلمين من العراقيين).. ولكن السؤال الاكبر الذي يبقى معلقاً ولن نجد له الاجابة الشافية هو :
-        هل كانت الرواية ايحاءً لمن كان يخطط لاحداث سبتمبر/ أيلول 2001 لكي يستخدم الطائرات المدنية في تدمير أهداف مدنية داخل امريكا؟ ام انها تعكس مخططاً يحلم المتطرفون من امثال المحافظين الجدد بتحقيقه؟؟
اضافة الى اسئلة منطقية اخرى مثل:
-        هل ان التدخل الايراني الحالي في العراق هو ماتريده امريكا لكي تكون نتائجه حرب كبيرة في المنطقة تكون امريكا هي المنتصرة في النهاية ؟ ويكون البطل الحقيقي فيها هو عجلة الانتاج العسكري الامريكي ومصانعه العملاقة لوقف الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه أمريكا حالياً ؟
-        أم أن كل ماورد في الرواية هو مجرد مصادفة لا اكثر ولا اقل ؟
-        حقيقة انه لأمر محير !


هناك تعليقان (2):

Maryam يقول...

فعلا شئ غريب رواية في 95 تروي كل هذه الاحداث رغم بعض الاختلاف وماالغاية من نشرها وجعل القارئ يعيش في صراع افكاره!!
اولا بالنسبة لسبب النشر فانا اختلف مع الكاتب بانها قد تكون ايحاء لمن كان يخطط لاحداث برجي التجارة لعدة اسباب , اما تسائله الثاني بان التدخل الايراني في العراق هو ماتريده امريكا فهذا اكيد وبدون شك فامريكا ليست غبية كما يتصور البعض ومن يتابع تصريحات حسن العلوي يجد فيها الكثير من فك رموز العلاقة الايرانية الامريكية وامريكا طبعا تمثل الصهيونية فحسن العلوي كثيرا مايعرض بكلامه ويكشف عن هذه العلاقة وقد صرح علنا انه تم انشاء تحالف بين الشيعة ولم يقل ايران وبين امريكا بعد احداث برجي التجارة , فامريكا لم تحتل افغانستان ولاالعراق الا بعد موافقة ايران وعمل معاهدات معها والان امريكا سلمت العراق لايران فهذا امر واضح , لكن تبقى مسالة هل امريكا سلمت العراق لايران هو تكتيك للايقاع بها وتحالف مؤقت ام هو تحالف طويل الامد فهذا ماسوف يثبته التاريخ وعلى الاغلب ان التحالف هو ستراتيجي طويل الامد لان مصالح الصهيونية العالمية و(اسرائيل) تلتقي مع مصالح ايران عقائديا (دينيا) وسياسا ومن يقراء تاريخ الدولة الصفوية وكل الدويلات التابعة للعمائم فسوف يجد تحالفات مع اعداء الامة على مر العصور , فالتحالف الصهيوني الايراني هو التقاء مصالح ضد عدو واحد وقد تحاول امريكا جني بعض الثمار من جراء الحرب الطائفية القادمة في المنطقة لكن بشكل عام ان التحالف هذا هو ستراتيجي سوف يجر المنطقة لحرب طائفية كبيرة والمستفيد من هذه الحرب هو ايران والصهيونية فايران سوف لن تقدم جندي واحد وانما فقط سوف تدعم بالسلاح والتدريب ومن سوف يقاتل بالنيابة عنها هم شيعة العراق خصوصا مايسمى بجيش مقتدى الارهابي وفيلق الغدر وغيرها فايران لن تخسر شئ بالعكس هذا حلمها بالدولة الصفوية الكبرى خصوصا الان اقتصاد ايران انتعش كثيرا بعد ان سيطرت على ثروات العراق ولم تبقى بضاعة تالفة الا وصدرتها للعراق وهذه الحرب التي سوف تخوضها هي حرب رابحة لها حتى لولم تربح على ساحة المعركة لانها لن تخسر شئ فالجيش هو من شيعة العراق , وبالمقابل المستفيد الاخر هو الصهيونية و(اسرائيل) فقيام حرب طائفية في المنطقة سوف يخدم (اسرائيل) خدمة عظيمة لما في ذلك من ابادة للشعوب المسلمة استنزاف الموارد وتحطيم الاقتصاد واضعاف وانهاك المسلمين.

ثانيا فيما يخص طرح احداث الرواية رغم انه واضح على الكاتب النعرة الامريكية في التعالي ومحاولة خلق بطل هو امريكا لكن بشكل عام الاحداث البقية هي صحيحة خصوصا قيام التحالف العراق الايراني الذي هو بالاصل احتلال ايراني للعراق وبمباركة امريكية.
الجدير بالذكر من يقراء الاحاديث الصحيحة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من سرد لاحداث الساعة سوف يجد العجب من تشابه الاحداث فمن له بصيرة سوف يرى في ان ماحدث ويحدث هو ساري الى علامات الساعة واكثر دعاة العروبية والعلمانية لايصدقون هذه الاحاديث اوعلى اقل تقدير لاياخذوها على محمل الجد لكن من كانت له بصيرة ثاقبة ويقراء الاحاديث يرى العجب كيف تصور كل مايحدث وسوف يحدث وسوف يعرف كيف يربطها بالاحداث التي حصلت في العراق والتي تحدث الان في كل المنطقة ومارواه الكاتب هو جزء من هذه الاحداث التي وصفها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم وفعلا المنطقة تسير نحو احداث كبيرة وللعلم ان اليهود يمهدون الان لمجئ مخلصهم حسب زعمهم.

اعتذر على الاطالة استاذ مصطفى فقط احببت ان اوضح وجهة نظري البسيطة

Anonymous يقول...

كل شئ ممكن في هذا العالم الذي تهيمن عليه امريكا وتقوده مجموعة من اصحاب الشركات الكبيرة الذين لايهمهم سوى مصالحهم الشخصية

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..