موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 15 ديسمبر 2011

رائعة شاعر العرب الأكبر.. عبدالرزاق عبدالواحد


آخر لقاء بين الشاهد والشهيد


في رائعته، كنتُ أرنو إليك يومَ التجَلِّي، يؤكد شاعر العرب الأكبر المبدع عبدالرزاق عبدالواحد وفاءه وولاءه للعراق الواحد، عراق البطولة والكبرياء .. وإذ نستعيدها اليوم فإننا نستعيد المعاني السامية فيها التي صوَّرت وقفة الشهيد البطل صدام حسين في مواجهة قاتليه..


كنتُ أرنو إليك يومَ التجَلِّي

عبدالرزاق عبدالواحد

لستُ أرثيكَ.. لا يَجوزُ الرِّثاءُ
كيفَ يُرثى الجَلالُ والكِبرياءُ؟!
لستُ أرثيكَ يا كبيرَ المَعالي
هكذا وَقفةُ المَعالي تشاءُ!
هكذا تصعَدُ البطولةُ للهِ
وَفيها مِن مجدِهِ لألاءُ!
هكذا في مَدارِهِ يَستقرُّ ال
نجمُ.. ترتجُّ حَولهُ الأرجاءُ
وهوَ يَعلو.. تبقى المَحاجرُ غرقى
في سناهُ وَكلها أنداءُ!
لستُ أرثيك..كيفَ يُرثى جنوحُ ال
روح ِللخُلدِ وَهيَ ضَوءٌ وَماءُ
لا اختلاجٌ بها، وَلا كدَرٌ فيها
رَؤومٌ.. نقية ٌ.. عصماءُ
ضخمة ٌ..فرْط َ كبْرِها وَتقاها
يستوي المَوتُ عندَها والبقاءُ!
*
كنتُ أرنو إليكَ يومَ التجَلي
كنتَ شمسا ً تحيطها ظلماءُ
أسداً كنتَ طوَقته ُ قرود ٌ
وأميراً حفتْ بهِ دَهماءُ
وَهوَ كالفجرِ مُسفِرُ الوَجهِ، صَلتٌ
بينما الكلُّ أوجُه ٌ سوداءُ
هكذا وَقفة ُ المعالي تشاءُ
كيفَ أبكيكَ؟..لا يليقُ البكاءُ
أفتبْكى وأنتَ نجم ٌ تلالا؟
كيفَ يبكى إذا استقامَ الضياءُ؟!
1
أفتبْكى وأنت تشهَقُ رَمزا ً
حدَّ أنْ أشفقتْ عليكَ السماءُ
فرْطَ ما كنتَ تدفعُ الموتَ لل
أرضِ وَترقى.. يَفيضُ منكَ البَهاءُ؟!
لستُ أبكي عليكَ يا ألقَ الدُّنيا
أتبكى في مجدِها العلياءُ؟!
أنا أبكي العراق.. أبكي بلادي
كيفَ في لحظة ٍطواها الوَباءُ؟
كيفَ في لحظة ٍ يُطأطِئُ ذاكَ ال
مَجدُ هاماته ِ، وَيهوي الإباءُ؟!
بينَ يومٍ وَليلةٍ يا بلادي
يتداعى للأرضِ ذاكَ البناءُ؟!
بينَ يومٍ وَليلةٍ تتلاشى
فيكِ تلكَ الوجوهُ والأسماءُ؟
كلُّ ذاكَ التاريخ..بابلُ..آشورُ
أريدو.. وأور.. والوَركاءُ
كلها بينَ ليلةٍ وَضحاها
وَطئتْ فوقَ هامها الأعداءُ؟!
وَإذَنْ أيُّ حرمة ٍللذي يأتي؟..
وَماذا أبقى لدَينا الفناءُ؟
ذِمة ً؟؟.. أيُّ ذِمة ٍ يا بلادي
بقيتْ فيكِ لم تطأها الدِّماءُ؟
أيُّ نفس ٍما أُزهِقتْ؟..أيُّ عِرض ٍ
لم يلغ ْ في عفافه ِالأدنياءُ؟
أيُّ نكراءَ لم تمارَسْ إلى أنْ
نسيَ الناسُ أنها نكراءُ؟!
هكذا؟.. بعدَ كلِّ ذاكَ التعالي؟
بَعدَ عينيكَ..هكذا الناسُ ساءُوا؟!
2
أم هيَ الحكمة ُ العظيمَة ُ شاءَتْ
لبلادي أنْ يحتويها البلاءُ
ليرى أهلها إلى أيِّ ذلٍّ
بعدَ ذاكَ الزَّهوِ العظيم ِ أفاءُوا؟!
ليرَوا كيفَ لحمهم يتعاوَى
حوله ُ الأقرِباءُ والغرَباءُ
فإذا الأبعدون محْضَ أكفٍّ
والسكاكينُ كلها أقرِباءُ!
*
أيها الهائِلُ الذي كانَ سدَّاً
في وجوه ِالغزاة ِمِن حيثُ جاءُوا
كانَ محضُ اسمِهِ إذ ا ذَكرُوهُ
تتعرَّى مِن زَيْفها الأشياءُ!
وَيكادُ المُريبُ، لولا التوَقي
وَيكادُ المنيبُ، لولا الرَّجاءُ
كنتَ رَمزا ً لفارِسٍ عرَبيٍّ
حلمتْ عمرَها به ِ الأبناءُ
كلُّ بيتٍ مِن العروبةِ فيهِ
منكَ سترٌ وَشمعةٌ وَغطاءُ
فتلاقتْ عليهِ أبوابُ أهلي
لا وِقاءا ً.. فأينَ منها الوِقاءُ؟
أغلقوها عليكَ دَهرا ً ولمّا
فتحوها اقشعرَّ حتى الهواءُ
سالَ غابٌ مِن الدَّبى والثعابين ِ
لبغداد ضاقَ عنهُ الفضاءُ
لم تدَعْ شاخِصا ًعلى الأرض ِ إلا
لدَغته ُ، حتى الصوى الصَّمَّاءُ
ثمَّ هيضَتْ بنا مَلاسِعُها السودُ
بما هاجَ حقدَها الأُجراءُ
3
كلُّ دار ٍ في عقرِها الآنَ أفعى
كلُّ طفل ٍ في مهدِهِ عقرَباءُ
وانزَوى أهلنا كأنْ لم يرَوها
أهلنا طولَ عمرهم أبرياءُ!
هكذاهكذا المُروءاتُ تقضي
هكذا هكذا يكونُ الوَفاءُ
أنْ تعضَّ اليدَ التي دَفعَتْ عنكَ
ففي قطعها يَزولُ الحياءُ
وَغدا ًحين تلتقي أعينُ الناس ِ
فكفٌّ كأختِها بتراءُ!
لا.. وحاشا العراق..لستَ عراقا ً
لو تمادى عليكَ هذا الوَباءُ
لستَ أرضَ الثوّار لو ظلَّ فينا
فضْلُ عِرق ٍ لم تجر ِمنهُ الدِماءُ
أنهُ مَرَّ بالترابِ ولم يسمَعْ
وَقد ضجَّ في الترابِ النداءُ!
فسلامٌ عليكِ أرضَ الشهاداتِ
تتالى في أرضكِ الشهداءُ
وَسلامٌ عليكَ يا آخرَ الرّاياتِ
ما نالَ مِن سناكَ العفاءُ؟
لا، وحاشاكَ..أنتَ سيفٌ سيبقى
وَلهُ، وَهوَ في الخلودِ، مضاءُ
هيبة ٌوَهوَ مُغمدٌ، فإذا ما
سُلَّ يَجري مِن شفرَتيهِ الضياءُ!
هكذا أنتَ غائبا ً.. فإذا ما
قِيلَ ميْتاً، فلتخْجل ِالأحياءُ!
رُبَّ موتٍ عدْلَ الحياةِ جميعا ً
هكذا جدُّكَ الحسينُ يُراءُ!
4
لا ترَعْ سيدي، وَحاشاكَ، أنتَ ال
جبلُ ال لا تهزُّه ُ الأنواءُ
نحنُ نبقى بنيكَ.. مازالَ فينا
منكَ ذاكَ الشموخُ والكبرياءُ
لم يزَلْ في عراقنا منكَ زَهوٌ
تتقيهِ الزَّعازِعُ النكباءُ
فيهِ قومٌ لو أطبقَ الكونُ ليلا ً
أوقدُوا كوكبَ الدِّماءِ وَضاءُوا!
أنتَ أدرى بهم فهم مِنكَ عزمٌ
وإباءٌ، وَنخوَة ٌ شماءُ
وَدِماهُم..لو أطفئَتْ غرَّة ُ الشمس ِ
قناديلُ مالهنَّ انطِفاءُ
جرَيانَ النهرَين ِ تجري لتسقي
فلتسلْ زَهوَ أرضِها كربلاءُ!
*
لا تُرَعْ سيدي، وَنمْ هادئ البال ِ
قريرَ العيون ِ.. فالأنباءُ
سوفَ تأتيكَ ذاتَ يوم ٍ بأنَّ ال
أرضَ دارَتْ، وَضَجَّ فيها الضِّياءُ!


هناك 7 تعليقات:

أبو يحيى العراقي يقول...

الاستاذ الفاضل مصطفى كامل التحية و السلام و الاعتزاز و التقدير و الاحترام لكم و لشاعرنا الجليل الاستاذ عبد الرزاق. والله لا أعرف ماذا أقول فمن فرط تأثري بالقصيدة أكاد أجزم أن لا أحد يتمكن من قرائتها دفعة واحدة لهول ما تحتويه من معاني إنسانية جياشة عظيمة فكيف بالذي صاغ قوافيها و رسم صورة معانيها و كيف بالقائد الشهيد الإنسان الذي جسد على أرض الواقع تلك القيم و هذه المعاني و تنكب الصعاب و الالام في سبيل أدائها على الوجه الامثل. قرأتها حتى إضطررت للتوقف عند

أم هيَ الحكمة ُ العظيمَة ُ شاءَتْ
لبلادي أنْ يحتويها البلاءُ
ليرى أهلها إلى أيِّ ذلٍّ
بعدَ ذاكَ الزَّهوِ العظيم ِ أفاءُوا؟!
ليرَوا كيفَ لحمهم يتعاوَى
حوله ُ الأقرِباءُ والغرَباءُ
فإذا الأبعدون محْضَ أكفٍّ
والسكاكينُ كلها أقرِباءُ!

ماذا أقول غير قولي طوبى لك أيها القائد الشهيد ذلك المجد العظيم الذي نلته في حياتك و اللحظة الكريمة العظيمة لإستشهادك رغم أنف أعدائك الذي ارادوها ذلاً لك و لكن أبت إرادة العلي القدير إلا أن تكون عزأً و مجداً و فخراً هم أنفسهم و سادتهم يحسدونك عليه و يموتون غيظاً من ذكراه. نسأل الله لك الرحمة و المغفرة و جنات الخلد و الفردوس الاعلى و نحسبك شهيداً بإذن الله و لا نزكيك على الله. نشهد أنك حملت الامانة و قمت بها خير قيام و أديتها خير أداء فالسلام عليك يوم ولدت و يوم حملت المسؤولية و يوم إستشهدت و يوم تبعث حيا و لا حول و لا قوة إلا بالله و إنا الى الله و إنا إليه راجعون.

Anonymous يقول...

والله الذي لا إله غيره أنت ياأخي مصطفى صاحب فضل علينا ﻷنك مكنتنا من الحصول على وصف الشهيد صدام حسين المجيد بما تعجز ملكتنا الفكرية والأدبية من وصفه رحمه الله تعالى بالكلمات من خلال تقديمك لنا رائعة الشاعر العربي عبد الرزاق عبد الواحد لك الشكر والتقدير والمنة في فضلك هذا.
أخوك محمود النعيمي

ضمير صادق يقول...

كل التحايا لشاعرنا الوفي الأستاذ عبد الرزاق عبد الواحد، أسأل الله تعالى أن يمد في عمره ويمتعه بالصحة والعافية وأن نراه قريباً في مهرجان المربد في بغداد بعد تحرير بلدنا العزيز

عربي راغب يقول...

رحمة الله عليك يا صدام

دعد بحرية يقول...

رائعة من روائع الشاعر الأبي عبد الرزاق عبد الواحد.
ورحم الله رئيسنا الغالي الذي وقف غير مبالي بالموت ونطق الشهادتين. وسيظل هذا الموقف في أعيننا جميعا يترحم عليه أحبته ويهابه أعداؤه.

Anonymous يقول...

فعلا رائعه من روائع الشاعر المبدع عبدالرزاق عبدالواحد....
الف رحمه على روحك يارئيسنا وقائدنا.... ماننساك و احنا على خطاك ان شاء الله

شكر خاص للاستاذ مصطفى كامل

تقبلو مروري
ميم

مصكفى الصكار السامرائي يقول...

العراق عين الحكمة والفرات سيادة المجد نحن ابناءدجلة والفرات سيادة التاريخ كلناعراقين ومحبو الوطن

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..